أيها الحلم..
كيف استطعت خيانة أعمدة الضوء..
والإشارات الحمراء
وارتكبت جرم الغياب..
أيها الحلم لا تأتي
فأنا توقفت عن انتظارك
خولة الرفيع
في شتاتنا الروحي تغدو الكتابة وحدها الملاذ والمنفى معاً كبلاد غريبة نحتمي بها ونسكن غير أن الحنين يظل معلقاً بالأوطان.
في الكتابة نعرض أنفسنا بضعـفنا.. يتفرس وجوهنا الغرباء حيث ما عدنا لنا، وحيث نرى أنفسنا كما يرانا الآخرون لا فرق فهل ننكر أننا نفعل ذلك من أجل تعزية زائلة، وأن هذا التشرد الكتابي لن يفعل بنا سوى استنزاف حيواتنا..؟ هذا إذا ما افترضنا أن هناك حياة.
نتغرب أكثر ونحن نكتب ونحن نفاوض الكلمات, أيها يقربنا إليكم.. أيها يبعدكم عنا وأي الكلمات نراهن عليها ولا تخذلنا.. ولكَمْ خذلتنا الكلمات التي لم تكن أبداً أمينة وما أقرب القلب منكم وما أبعد الطرقات.
ووحدنا يعرف ما يسكّن قلق التوق فينا ووحدنا يعرف الفرق بين الواو والفاصلة ووحدنا يعرف المصدات التي نحتاج لمواجهة هذا التيه وما يشتت قلق التكسر داخلنا, غير أن القلب الأعزل وفي مواجهة عالم غير عادل لا يمتلك رفاهية الخيار بين ما هو مؤلم وما هو أقل ألما، وحيث تُرك كل شيء لمن يستطيع أن يتسلط حتى الذين قلنا لهم ذات يوم هاتوا أياديكم، وهذه أيادينا لكن الطريق افترق.
واليوم سواء كتبنا أو لم نفعل.. وسواء صرخنا بكل ذلك الصوت أو محته الغصة فلا منجاة من الشتات وكل الملاذات عراء.
وأي الطرقات نسلك اليوم؟ كلما قيل لنا ها قد وصلنا تبدّى لنا التيه فهل استدرجنا نحو التسليم بثمن بخس؟
ولكم قيل عن الكتابة وكم سيقال..؟ وكلما حاولنا القبض عليها اكتشفنا أنها تجاوزتنا بعيداً.. وما عادت الكتابة المعرفة.. ولا الكتابة البلاغ ولا الكتابة الكتابة.. الكتابة لنا اليوم هي دنان الروح نكسرها وقد تعتقت طويلاً.. هي الفرح الأبيض احتفاظنا به لأيام الرماد.
وهذا كل السر واحفظوا.
وأم آن لهذه المقالة أن تنتهي..؟ تعبت
عمرو العامري - جدة