في وقت مضى، كانت شبه الجزيرة العربية مقصداً للمستشرقين الغربيين الذين قاموا برحلات استكشافية في معظمِ أجزائها، وثَّقوا من خلالها ملامح شبه الجزيرة العربية: الاجتماعية، التاريخية، السياسية، الفكرية والجغرافية... إلخ، ووضعوها في مؤلفاتهم التي أضحت كنوزاً ثمينة ومراجع مهمة لدراسة تاريخ شبه الجزيرة العربية في العصر الحديث. ولم يكن في ذلك الوقت مِن أبناء شبه الجزيرة العربية مَن يقوم بدراستها والعناية بتاريخها إلا بعض الأشخاص النادرين ممن اهتم بها، ولكنها لم ترقَ لمستوى أولئك المستشرقين، إلى أن جاء ابنها البار المولود في وسط المملكة العربية السعودية، وتحديداً في بلدة (البرود) عام 1328هـ، ذلك الابن البار الذي قال عنه طه حسين: «... فهو أعلم منا بجزيرة العرب».
في إمضائه تعلو راء (الريادة) في التأليف والتحقيقات والرحلات، والعديد من الكتب التي قام بتحقيقها، منها:
1- مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ.
2- أصول الخيل العربية الحديثة.
3- معجم قبائل المملكة العربية السعودية.
4- من سوانح الذكريات.
كان عصامياً، وواجه الصعاب، وتحملها، وأنهك جسمه المرض في صغره.. يقول في كتابه من سوانح الذكريات:
«يشبّ ابن الفلاح مشاركاً في أعمال الفلاحة منذ صغره بقدر استطاعته، وهكذا نشأ أخواي جاسر ورشود، أما أنا أوسطهما سنًّا فنشأت عليل البدن، ميئوساً من بقائي على الحياة، ولكنني صارعت الأمراض حتى أنهكت جسمي فصرعتها...».
استطاع التغلب عليها، وأكمل مسيرته، وبذل الجهود المضنية؛ لأجل خدمة تراث وثقافة المملكة العربية السعودية؛ ونال العديد من الجوائز، منها:
1- جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1403هـ.
2- مُنح شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الملك سعود عام 1416هـ.
3- جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب عام 1996م.
4- مُنح وسام الملك عبدالعزيز عام 1415هـ.
إمضاء حمد الجاسر: وسم خالد في شبه الجزيرة العربية.
- حمد الدريهم - الدلم