ما من شك أن هناك بعض الأسماء لأشخاص أو مدن أو بلدان أو بحار، أو حتى لحيوانات أثيرة لدى أصحابها يكون لسماع أسمائها وقع إيجابي أو انتشاء عند الناس، الذين يتداولون تلك الأسماء؛ كما يكون لأسماء أخرى رنين غير موسيقي أو غير مناسب لذلك المسمى. وتختلف الأمور باختلاف الثقافة، وكذلك العصر الذي يعيشه المجتمع، وعلاقته بتلك الأشياء أو المسميات المتصلة بما يُطلق عليها من أسماء.
فيما يخص أسماء النساء على سبيل المثال، هناك تصور سائد بأن من يحملن منهن أسماء مثل: جاكلين أو ماري، تكون جميلة ورقيقة وربما تحمل الطهر والبراءة في مظهرها ومخبرها. ومن الأسماء النسائية الشرقية المصدر، التي أصبحت عالمية في دلالاتها الأنثوية، وإطلاقها في العائلات المنفتحة على الثقافات الأخرى: سارة أو سارا، ونورة أو نورا؛ مما أصبحت لا توحي بالانتماء إلى منطقة ثقافية محددة. أما البلدان، فإن هناك من أسمائها ما يستساغ ويُعرف بسهولة، كما يسهل تذكّره، مثل: جزر كناري وكوبا وبهاما؛ وأخرى تكون مستعصية على غير أهلها، مثل: ليشتنشتاين وماساتشوستش وغيرهما من ذوات الخصوصية الصوتية المحلية. واللافت للنظر أن الأسماء الشائعة التي تُطلق على الحيوانات، والكلاب على وجه الخصوص، تكون سهلة وثنائية المقاطع وعادة تكون بصوائت طويلة، مثل: لوسي أو روتي ... إلخ. أما الموضة، فإن الألفاظ الفرنسية المصدر تكون أكثر انتشاراً وأدعى لجاذبية الاسم لدى الجمهور المتلقي لتلك المنتجات بوصفها في قمة الذوق والعالمية المشهورة بها الثقافة الفرنسية.
وفيما يخص التسميات وإطلاق العبارات أو المصطلحات الدالة أو عناوين الكتب أو أسماء المؤسسات والمحلات التجارية، فإن لها أيضاً نصيباً من التوفيق، إذا كانت سلسة، وتتناسب مع نشاط تلك المؤسسات أو مضامين الكتب أو محتوى العبارة، أو المدلول المعني به أي من تلك المصطلحات الشائعة. فمن العلامات التجارية، التي راجت أسماؤها، رغم كونها قامت على صدفة عجيبة، هي الاسم التجاري لمشروب سفن أب الأمريكي، حيث كانت الرياح قد أطاحت باللوحة التي تحمله، لتكون سبعة مقلوبة، فاستحسن المعلنون استغلال تلك الفكرة، ليكون الاسم عبارة تحمل ذلك الحدث. أما الأسماء التي لا تتناسب مع نشاط المؤسسة، أو لا تتفق مع ما يتوقعه الناس من ذلك المحل أو الشركة أو المنتج، فهي متعددة الأصناف، وذات اختلاف في أسباب الإخفاق؛ لكني وجدت بعضاً منها، يعلقه أصحاب تلك النشاطات على واجهات محلاتهم، دون تفكير في ملاءمة الاسم للمسمى. ومنها: «تراث الوطن للمقاولات»، فهل يتفق الاسم الخاص بالتراث مع نشاط المقاولات، الذي هو عملي ومتغير بطبعه؟ و»صيدلية الكاريزما»، وهل تتصل الكاريزما بأي من مقومات النشاط الصيدلاني؟ و»بيت العنكبوت للعقارات»، مع ما هو منتشر في الثقافة قبل أن يكون في الواقع عن أن أضعف الأشياء بناء هو بيت العنكبوت، فكيف يفكر مبتكر الاسم بهذه الطريقة؟
وتتفاوت اللغات بالطبع في مناسبة الأسماء المستعارة منها للانتشار في أي صنعة أو مجال من مجالات الحياة، ليكون ذلك بناء على ملاءمتها لألسنة البشر المختلفة، وهيمنة أصحاب تلك اللغة على مداخل تلك الصنعة أو المجال المهني. وقد أصبح شائعاً أن اللغة الفرنسية تصلح للاستعارة منها في شؤون الموضة والرومانسية، بعد أن كانت في القرن التاسع عشر ومطلع العشرين مرجعاً للشؤون القانونية. والانجليزية تعد مصدراً للمصطلحات العلمية والتقنية الحديثة؛ أما العربية والفارسية فيشيع عنها الإلهام في مصطلحات الشدة وقسوة الظروف. كما أن الاسبانية تمد المعجم العالمي برصيد في الاسترخاء ولين الجانب، والإيطالية كما يشيع عنها مصدر لمصطلحات الخدع والتحايل، والألمانية في شؤون الفلسفة والفنون الكلاسيكية.
- الرياض