** أعادني خبر احتفاء صحيفة « عرب نيوز « بمناسبة مرور أربعين عاماً على صدورها باللغة الإنجليزية إلى سبعينيات القرن الميلادي الماضي من غير أن آبه لسرعة مضي الزمن، حيث كنت مسؤولا فنيا في مطابع آل حافظ الذين يملكون امتياز إصدارها لأول مرة بالوطن، وكان علي أن أعمل على تحويل إحدى ماكينات صف الحروف الآلية على عجل، وكنت أمضي وقتا طويلا بين مقر المطابع والورش الصناعية حتى تغلبت على مشكلات التعقيد الذي يتم العمل في ظلاله، ثم بدأنا التجارب قبل البدء في إصدار العدد صفر، وكانت فكرة الإصدار قد تبلورت لدى السيدين هشام علي حافظ وشقيقه محمد بعد ما عاد هشام من عمله الدبلوماسي في الخارج ولم يمض وقت طويل حتى عقدا العزم على البدء على الرغم من الصعوبات الفنية تحديدا، وكلا الأخوين حافظ عاشق للعمل الصحفي بعد ما ورثاه من أبيهما وعمهما وهما لا يزالان على قيد الحياة لكن السيد محمد مارس عشقه لمهنة البحث عن المتاعب منذ أن عاد من الدراسة الجامعية في الخارج، وقد تولى رئاسة تحرير صحيفة المدينة في بداية صحافة المؤسسات وكانت له زاوية بعنوان « صباح الخير « فيها، وآل حافظ لهم نظراء في إصدار الصحافة الإخوانية مثل الأخوين صالح وأحمد جمال في البلد الأمين، والأخوين مصطفى وعلي أمين في مصر، وكان في عرب نيوز كوكبة من المهنيين لا أزال أذكر منهم أحمد محمود الذي اعتزل العمل الصحفي نهائيا، وفاروق لقمان وغيرهما !!
وكانت عرب نيوز نواة لإمبراطورية صحفية على أيدي الأخوين حافظ بعد ما انضمت إليها صحيفة الشرق الأوسط ومجلة المجلة ومجلة المسلمون ومجلة سيدتي ومجلة الرجل، وحتى مجلة اسموها «قمر أربعتشر» لكنها لم تداوم هي والمسلمون على الاستمرار، وبعد النجاحات المتلاحقة انسحب الحافظان من الميدان متجهين إلى نشاط ليس له علاقة بالصحافة لا من قريب ولا من بعيد، بل إن نظراءهما في بلادنا وفي مصر قد ابتعدوا عن العمل الصحفي إلى نشاطات آخر ولسان الحال يقول: « نزلنا ههنا ثم ارتحلنا.... كذا الدنيا نزول وارتحال».
صورة:
** على الرغم من كون الجنوبيين محرومين من التعليم في الأزمنة القديمة، إلا أن تجاربهم المحاطة بشظف العيش وصعوبة الحياة جعلتهم يبدعون في إفراز الحكم والأمثال ذات المعاني الرائعة، ومن ذلك على سبيل المثال قولهم، لو كان يحرث كان بين أمهاته « وهو مأخوذ من ضعف الثور الذي يفاجأ مشتريه أنه سيء، لكنه يطلق على المخلوق الفاشل الذي يدعي النجاح وهو منه بعيد.. يا أمان الخائفين!!
أحمد حامد المساعد - الباحة