(الكلمة الطيبة التي لا تلقي لها بالاً، وتتبعها بابتسامة صادقة، تزرع حباً، تمسح دمعاً، تقرب قلباً، وترفع عند الله مع العمل الصالح) حين قرأت هذه العبارة لأول مرة، لم يخطر في مخيلتي سواكِ أستاذتي العظيمة د. وسمية بنت عبدالمحسن المنصور، خبر تقاعدك أحزننا جميعاً نحن طالباتك وبنياتك وقسم اللغة العربية بأكمله.
حين أمسكت قلمي وهممت بتدوين إنجازاتك ومشاركاتك ومناقشاتك العلمية باغتتني بعض الأبيات لقصيدة إيليا أبو ماضي:
قل للذي أحصى السنين مفاخراً
ياصاح ليس السر في السنوات
لكنه في المرء كيف يعيشه
في يقظة أم في عميق سبات
كن زهرة أو نغمة في زهرة
فالمجد للأزهار والنغماتِ
تمشي الشهور على الورود ضحوكة
وتنام في الأشواك مكتئباتِ
آلعمر إلا بالمآثر فارغ؟
كالبيت مهجور وكالمومات
جعل السنين مجيدة وجميلة
مافي مطاويها من الحسنات
فهذه الأبيات استوقفت تفكيري وأنا أدون أنشطتك ومواضيع ورقاتك في المؤتمرات العلمية وغيرها الكثير فماذا عساي أن أكتب وماذا أطرح في تلك الأسطر اليسيرة؟
تركتِ فينا أثراً لا يزول ولا تمحوه السنون كنت مربية وموجهة وأماً، سبحان من أودع فيك هذه الصفات، حين انتهى الفصل الدراسي الذي كنتِ تدرسينني فيه مادة أساليب البحث، لم يكن ذلك آخر العهد وكأنكِ حينها تلقنيننا درساً في الحب والتواصل وأخلاق العلماء، فقد بقيتِ على تواصل معنا توجهين وتنصحين، وتتفقدين أحوالنا، أدامك الله نعمة فوق رؤوسنا. فقليلٌ من الأشياء الجميلة وجدت لتبقى، ستبقين يا دكتورتي في قلوبنا وحياتنا ومكتباتنا ودفاترنا نحتذي بك في أخلاقنا، وننهل من فيض علمك.
- ابنتك وطالبتك
نورة بنت عبدالله السحيباني