ملحق
لقاء أدبي مع الأستاذ
أحمد الشايب(24)
يعد الأستاذ الكبير أحمد الشايب قمة شامخة بين باحثي الأدب العربي ودارسيه، وواحداً من الرعيل الذين نهضوا بالدراسات الأدبية والنقدية والبحوث المنهجية في الثلاثينيات من هذا القرن في الجامعة المصرية (جامعة القاهرة حالياً)، تتلمذ على يده طلاب كثيرون كانوا بعد تخرجهم رسل الدراسات الجامعية الرصينة، أذكر منهم - على سبيل المثال - الدكتور شوقي ضيف، والدكتور يوسف خليف، والدكتور محمد مندور، الذي يُعد من كبار النقاد المسرحيين في العالم العربي، والدكتور محمد غنيمي هلال، وهو من أبرع من خرجتهم الجامعة المصرية في النقد المقارن، والدكتور أحمد عبد الستار الجواري الذي تولى وزارة التربية والتعليم في العراق في فترة من الفترات، والدكتور حسين نصَّار. وفي القاهرة كان لي معه لقاء استمتعت فيه بحديثه الرصين عن الأدب والنقد، وأحببت أن يشاركني قراء مجلة اليمامة الأعزاء ثمرة هذا اللقاء، فحررت لسيادته بعض الأسئلة، فأجاب عنها متفضلاً:
أرجو التفضل بإعطائنا ملخصاً عن حياتكم العلمية والعملية؟
1 - بدأت حياتي الدراسية «بالكُتَّاب» حيث حفظت القرآن الكريم، وتعلمت مبادئ العلوم الدينية واللغوية. كان ذلك في الكتاب وفي مسجد القرية، ثم ذهبت إلى الأزهر الشريف، فحفظت أكثر من عشرين متناً في مختلف المواد، وتوسعت في العلوم الإسلامية واللغوية وبعض العلوم المدنية، ومكثت في الأزهر ثلاث سنوات.
2 - ثم التحقت «بدار العلوم»، وكانت الدراسة فيها تجمع أشتاتاً من المواد اللغوية والإسلامية والرياضية والطبيعية والفنية وعلم التربية والنفس والصحة وغيرها. وكانت في جملتها وسائل لتخريج المدرس الصالح لتدريس اللغة العربية والدين.
3 - وتخرجت في دار العلوم سنة 1918م، ودرَّست في المدارس الابتدائية والثانوية، وفي سنة 1929م عينت في كلية الآداب بالجامعة المصرية كما كانت تُسمى في ذلك الحين، وفي كلية الآداب ثم في دار العلوم تدرجت في المناصب العلمية حتى شغلت كرسي الأدب العربي خلفاً للأستاذ الدكتور طه حسين سنة 1946م، وخرجت إلى المعاش يوم 12 من أكتوبر سنة 1955م.
4 - أما عن النشاط العلمي فيلخص فيما يلي:
أ - في المدارس الثانوية: مؤلفات في الأدب العربي وسير رجاله، وقد نفدت طبعاتها من زمن بعيد.
ب - في كلية الآداب: الأسلوب، أصول النقد الأدبي، تاريخ الشعر السياسي، تاريخ النقائض في الشعر العربي، أبحاث ومقالات، الجارم الشاعر، دراسة الأدب العربي في النصف الأول من القرن العشرين، ملحمة الراعي «تحقيق، شرح، تقديم، نشر».
- ج الإشراف على أكثر من ستين رسالة للماجستير والدكتوراه، ثم مناقشاتها.
د - مقالات صحفية، وبيانات إسلامية باسم «جبهة علماء الأزهر الشريف».
هـ - أحاديث في الإذاعة المصرية، وبحوث لبعض المؤتمرات التي عقدت في مصر وسوريا ولبنان.. مع المشاركة في بعض اللجان العلمية بوزارة التربية والتعليم.
كنتم أحد الأساتذة الذين نهضوا بالأبحاث المنهجية في الجامعة المصرية فما مدى مشاركتكم في هذا المجال؟
1 - التزمت المنهج الجامعي في المحاضرات، وفي دراسة النصوص الأدبية، وفي الإشراف على البحوث الجامعية، وفي المؤلفات التي نشرتها، وفي كل ما أكتب.
2 - أشرت على بعض الأساتذة بتدريس ونشر طريقة «تحقيق النصوص ونشرها» - الأستاذ عبد السلام هارون - وقد نوّه سيادته بذلك في مقدمة كتابه(25).
3 - شرحت بالتفصيل في «أصول النقد الأدبي» مذاهب دراسة الأدب: التاريخية، والشخصية، والفنية، وهي المناهج التي هي خطط الطلاب والدارسين، وعليها قامت البحوث الجامعية.
4 - في كلية العلوم ألقيت على طلاب الدراسات العليا محاضرات بعنوان «مناهج البحث الأدبي»، ولكنها لم تنشر.
أسهمت كلية الآداب بالنصيب الأكبر في إرساء قواعد النهضة الأدبية الحديثة في العالم العربي، فما مدى هذا الإسهام، وما سماته العامة؟
عن جهود كلية الآداب المنهجية:
1 - بدأتْ المنهجية بالمحاضرة. فكان على الأستاذ أن يُعدَّ ويُلقي محاضرته بأسلوب منطقي منسق، بحيث تسلم مقدماتها إلى نتائجها، وتتناسق عناصرها برباط محكم واضح. ذلك بدلاً من إلقاء المعارف مشتتة لا يربطها سلك منطقي.
2 - بعد ذلك منهجية النصوص الأدبية، فإن النص كائن حي له مقوماته المكانية والزمنية والشخصية، وهنا عند دراسته يجب مراعاة هذه المقومات جميعاً ليُفهم النص، ويساعد في نقد الأدب وتأريخه ويفيد الدارسين.
3 - بعد ذلك مناهج البحث الأدبي عند إعداد الرسائل الجامعية، فهذه الرسائل تستدعي جمع المصادر والمراجع، وتحقيقها، وترتيبها تاريخياً وموضوعياً، والمقارنة بينها، وحسن الانتفاع بها، ثم تقسيم البحث إلى أبواب وفصول، ثم تحرير الرسالة.
4 - وقد كان لكلية الآداب في هذا الجانب آثار ملحوظة في العالم العربي تظهر فيما يلي.
أ - ما نراه في الآثار العلمية والأدبية التي ينشرها الكتاب في تلك الأقطار من نظام وتنسيق.
ب - ذلك واضح عند الطلاب الوافدين إلى القاهرة للدراسات الجامعية، فقد كانوا ولا يزالون رسلاً منهجية إلى بلادهم، ونحن هنا نرقب نشاطهم بسرور. وبخاصة في الشام والعراق والسودان... إلخ.
ج - ويلحق بأولئك هؤلاء الطلاب العرب الذين يدرسون في جامعاتهم على أساتذة مصريين جامعيين.
كتابكم «الأسلوب» كتاب فريد في موضوعه، جديد في مباحثه. فما الفكرة التي خامرت ذهنكم، وما الحقائق التي كنتم تسعون لاستنباطها وإثباتها عند شروعكم في تأليفه؟
1 - تقرر في إحدى الثلاثينيات تدريس «الأسلوب» لأول مره في كلية الآداب والمدارس الثانوية، فانتهزت هذه الفرصة - فرصة دراسة الأسلوب بصفة عامة - لأحاول وضع منهج جديد «لعلم البلاغة العربية»، كما يجب أن يكون، وكما هو موجود في اللغات الأجنبية الراقية.
وهذا المنهج قائم على أساس أن علم البلاغة، «أو أصول البلاغة كما سميته» يقع في كتابين، الأول في الأسلوب، والثاني في الفنون الأدبية من مقالة، وخطابة، وجدل، وقصة، ومقامة، وقصيدة، إلى آخر الفنون التي يجب أن تدرس أصولها البيانية.
2 - وذلك - كما في مقدمة هذا الكتاب - أن البلاغة العربية انتهت عند دراسة الجملة والصورة «المعاني والبيان البديع» تاركة الكلمة والعبارة والأسلوب عامة، فهي - كما قال السابقون - لم تنضج، وسنجد أن هذه العلوم العربية تدخل في فصول وأبواب ضمن الجزء الأول الخاص بالأسلوب في وضعه الجديد، ثم الجزء الثاني الموقوف على دراسة الفنون الأدبية. وهذا الجانب مفقود تماماً من البلاغة العربية إلا بعض الملاحظات والقواعد المتفرقة في كتاب النقد الأدبي.
3 - لذلك حاولت وضع هذا المنهج وإجماله جداً في هذا الكتاب؛ ليناسب الطلاب الذين وضع لهم، وكان نهجه تطبيقياً علمياً، ثم تركت للزمن تنفيذ هذا المنهج حين قعد بي المرض عن النهوض به. فليقم به الأبناء.
تحولت البلاغة عند السكاكي وأصحاب الشروح إلى قواعد منطقية، ورسوم فلسفية، وأصبحت دراساتنا لها متأثرة إلى حد كبير بما قرره هؤلاء، فهل دراستها على هذا النمط مجدية، وما الأصول التي ترونها مناسبة ومجدية لدراستها، والاستفادة منها؟.
1 - منذ تحول النقد الأدبي إلى بلاغة - وكان عبد القاهر الجرجاني حلقة هذا التحول - صارت البحوث البلاغية علماً أشبه بالدراسات الفلسفية العميقة، وصارت أساليبها صعبة ومعقدة أحياناً إن أفادت في صقل الذهن، والمرانة على البحث والجدل فإنها لا تفيد في جمال التعبير ووضوح الأسلوب وروعته، الشيء الذي يعد أول صفات الأسلوب البليغ.
2 - لذلك كان تخليص القوانين البلاغية والفنية من هذه المجلدات الضخمة وعرضها عرضاً جميلاً وإكمالها.. كان أمراً واجباً. لذلك عاد الدارسون إلى كتب عبد القاهر فراراً من هذه الدراسات الفلسفية والمنطقية الصعبة. وغير ذلك نبتت فكرة في الجامعة، وقتا ما، تدعو إلى العدول عن البلاغة والاكتفاء بالنقد الأدبي، وأخذ الدارسون يرجعون إلى مثل الجاحظ وابن رشيق ونحوهما.
في كتابكم «أصول النقد الأدبي» ذهبتم إلى أن للنقد أصولاً وقواعد، فنحب أن تعطوا القارئ تلخيصاً لهذه الأصول؟.
1 - يجب أن نفرّق بين أمرين:
الأول: محاولة إعطاء قيود وتفاصيل دقيقة في النقد تتحكم في ذوق القارئ الأديب، وهذا جور وخطأ؛ لأن فيها إهداراً للمواهب الأدبية عند الناقد، مثله في ذلك - كما يلي - مثل فرض القوانين المفصلة الأجنبية على الأدب العربي صاحب المقومات الخاصة.
الثاني: إعطاء توجيهات عامة مقررة في كل الآداب العالمية، لا تطغى على ذوق الأديب الناقد وملكاته الفنية، وهذا حق مقرر لا بأس به.
2 - وقد فصلت ذلك في «أصول النقد الأدبي» مثل صحة الفكرة، وصدق العاطفة، وملاءمة الخيال وجمال الأسلوب، ووضوحه، وقوته، وهنا يحسن الرجوع إلى الكتاب إذ لا يمكن تلخيصه هنا.
حاول بعض الدارسين أن يقحم الدراسات النفسية والعلمية أثناء دراسته للأدب ونقده، فهل تعد هذه المحاولة في نظركم ناجحة؟ وفي حالة الإيجاب ما مدى نجاحها؟.
1 - حين قدمت كتاب «تاريخ النقد الأدبي عند العرب» للمرحوم الأستاذ طه إبراهيم وضعتُ - لأول مرة - هذا الاصطلاح «علم النفس الأدبي» على أساس أن هناك صلة وثيقة بين الأدب ونفس صاحبه، وأن علم النفس الأدبي كفيل بشرح هذه الصلة وتفسير الأدب في ضوئها.
2 - وفي كتاب الأسلوب فسرتُ «مطابقة الكلام لمقتضى الحال» على أساس نفسي يتناول الزمان، والمكان، والجنس، وذلك أمر واضح مقرر.
3 - وأنت تستطيع أن تعرف نفس الأديب من آثاره، كما أنك إذا عرفت نفس الأديب فهمت آثاره. تجد ذلك مطبقاً بالتفصيل في كتاب «الأسلوب».
4 - كذلك علم الجمال يساعد في اكتناه ما في النص من موسيقى وخيال، وكما يأتي فإن علوم الفنون جميعاً تخدم في النقد والفهم وفي تقييم النص الأدبي.
5 - وفي الأدب جانب «عنصر» علمي يعد هيكله العظمي وسنده، وهنا يقاس هذا العنصر بالمقاييس العلمية المقررة، على أنه - كما قال ابن رشيق - لا يصح تحويل الشعر إلى نظم للحقائق العلمية، والأمر في ذلك متروك للناقد الحصيف.
6 - وأخيراً، فعلى الأديب مطلقاً أن يتزود بقدر كافٍ من المعارف وأنواع الثقافة ليحسن إنشاء الأدب ونقده، وتأريخه.
في الآونة الأخيرة رأينا كثيراً من الشعراء يعزف عن الشعر العمودي ويهجره، وينصرف إلى ما يسمونه الشعر المنثور، ويدعون أن هذا الشعر المتحرر من الوزن والقافية هو المناسب للحياة الحاضرة، الملائم لأوضاعها. فما رأي سيادتكم حول هذه القضية؟
1 - حينما يوجد الشعر لا يكون إلا موسيقياً «أي موزوناً مقفى»، ولا يتصور شعر بدون وزن وقافية، وسبب ذلك أن الشعر من الفنون الجميلة، وهي جميعاً ذات لغة موسيقية موحدة في أصلها وإن تعددت عناصرها، فإن تفاعيل الشعر مثل حركات الرقص وألوان الرسم، وألحان الموسيقى، ونغمات الغناء وهكذا. هي لغة متموجة ليست كسطح البحيرة الساكن، ولكن كسطح البحر المتموج. فالشعر إذن، فن في لغته هذه الخاصة، هي كيانه، تنبع منه، ولا تفرض عليه من خارجه.
2 - والسبب الرئيس في هذه الموسيقى أن الشعر ومثله الخطابة وبعض النثر ظاهرة انفعالية «عاطفية»، والانفعال حركة نفسية عَضَلية فيها قبض وبسط ومد وجزر، فلا بد أن تكون لغته ذات عناصر مختلفة السمات طولاً وعرضاً، قوة وضعفاً، بروزاً وتجاويف «في النحت».. وهكذا كل الفنون.
3 - أما ما يسمونه الشعر المنثور فهي تسمية مضطربة متضادة غير مستساغة، وإنما تدل على ضعف مدعيها وعجزهم عن مسايرة عمود الشعر الذي التزمه من عهد امرئ القيس إلى شوقي. على أن بعض النابهين عندنا قد عدل عن هذا النوع بعد ما جربه فنزل بذوقه وفنه إلى الحضيض.
كثرت الدعوات للأخذ باللهجات العامية كتابة وتأليفاً, فما الأساب الكامنة وراء هذه الدعوات، وما نتائجها الخطيرة؟
1 - العامية ظاهرة طبعية في الأقطار العربية، كل قطر له لغته التي تخالف الفصحى التي يتفاهم ويكتب بها الخاصة. والعامية ناشئة من الاختلاط بالأعاجم وشيوع الجهل وعدم التعلم اللغوي، وهي ليست اللغة الرسمية التي تدرس في المعاهد وتؤلف بها الكتب. أما الفصحى فهي القدر المشترك بين الشعوب العربية، ومحاولة العدول عنها أمر خطير.
أ - إن العدول إلى العامية يقطع الصلة الفكرية بين الشعوب العربية وذلك هو مطلب المستعمرين والطامعين في تفرق العرب.
ب - إن هذا العدول يقطع الصلة بين ماضي هذه الشعوب وحاضرها ومستقبلها، فتصبح شعوباً لا تاريخ لها. ولا سيما أن هذه اللغة العامية في تغير مستمر، وتخالف بين الطوائف حتى في القطر الواحد بين جهاته.
ج - إن جمال اللغة مرتبط تماماً بأساليبها الأصيلة التي كانت جمال الدنيا من عهد الجاهلية إلى اليوم، فكلما ابتعدت عنها خضعت لأذواق دخيلة، وأساليب أعجمية تافهة وذهبت روعتها وقوتها.
2 - هذا ويجب أن نشير إلى أن الفصحى هي لغة القرآن الكريم قراءة وكتابة، والقرآن هو الرابطة المقدسة الرفيعة بين العرب والمسلمين كافة، وأن للدين آثاره في ربط هذه الشعوب وقوتها وتهذيب حياتها.
3 - ولا يعتذر أحد بجهل العامة وبعدهم عن الفصحى، فإن انتشار التعليم سيقلل من هذا البعد مع الأيام.
ذهب كثير من دراسي الأدب إلى تطبيق المذاهب الأدبية الغربية على الأدب العربي شعره ونثره، فهل ما ذهبوا إليه يناسب طبيعة أدبنا العربي، ولماذا؟.
1 - أخذ بعض الدارسين فعلاً في تطبيق أو محاولة تطبيق المذاهب الأدبية في دراسة الأدب العربي كالدراسة التاريخية، والشخصية والفنية، وهي مناهج دراسية، ثم انتقلوا إلى الرمزية والكلاسيكية والمثالية والواقعية، ووجدوا في بعض النصوص ما يؤيدهم في ذلك.
2 - وهذه المذاهب أو المناهج قسمان: قسم يعد طبعياً كالإقليمية والتاريخية والواقعية، وقسم حدث في تطبيقه تكلف إلى حد ما كالرمزية إذ إن مثله لم يستقر في الأدب العربي إنشاء وشيوعاً، وعندي أن الاحتياط في ذلك خير حتى تنشأ هذه المذاهب في أقلام الأدباء المنشئين.
ضَعُفَ المستوى الأدبي والتأليفي في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ عنه في النص الأول من هذا القرن، فما هي - في رأي سيادتكم - أسباب هذا الضعف، وما الحلول التي تقترحونها لتلافي أسبابه؟
1 - يرجع الضعف إلى عوامل:
أ - انصراف الناس عن القراءة الجدية عامةً وعن الأدب القديم خصوصاً ذلك الذي يصقل الذوق ويرتفع بالأساليب، ويقوم الأفكار.
ب - اكتفاؤهم بالصحف والمجلات الضعيفة التي تمثل مستوى هيناً من الثقافة لا يخرج كاتباً كبيراً.
- ج إهمال النقد الأدبي الذي يساعد في تجويد الإنتاج العلمي والأدبي.
د - ضعف المناهج الدراسية، وهبوط مستوى التعليم في جميع مراحله.
2 - لا بد من إزالة هذه العوائق حتى يصلح التأليف والإنتاج، كنا نقرأ الطبري والنقائض، ودواوين الفحول، ونستمع إلى الأساتذة الأجلاء في العلم والأدب والفن، ونرى مثل الرسالة والثقافة والمقتطف والهلال. وكنا نتشبث بالمناهج السديدة في البحث، وكنا نلتزم النقد الذاتي، ترددنا بين الأزهر ودار العلوم والجامعة الأهلية، وحفظنا القرآن، ودرسنا السنة النبوية، وحفظنا المتون، وقرأنا الشروح والحواشي والتقارير ومع ذلك لسنا راضين عن أنفسنا إلى اليوم.
** ** **
(24) مجلة اليمامة، العدد:263، الجمعة: 27/6/1393هـ 27/7/1973م،(اليمامة الثقافية) ص12-14 .. ولد أحمد الشايب عام1896م وتوفي عام1976م، انظر أحمد الشايب ناقدًا، للدكتور أحمد درويش.
وتمت مقابلته بعد مغرب يوم الثلاثاء 16/5/1392هـ = 27/6/1972م في منزله الكائن في 36 شارع الملك الصالح في الروضة بالقاهرة، وانظر في الأدب العربي الحديث، ص164.
(25) انظر مقدمة «تحقيق النصوص ونشرها» للأستاذ عبدالسلام هارون، ص:7(الطبعة الثانية: 1385هـ = 1965م).
- قسم الأدب - كلية اللغة العربية بالرياض