يرنّ ببالي صوتُ أُمي موحَّدا
وتخطفني أرض النبوة موعدا
أطوف على أرض المدينة خاشعاً
أقبل أرض النور، والحق، والهدى
ألمُّ القوافي من غمائم مكةٍ
وأنثرها في كلَّ ركن تعبُّدا
أقلب طرفي في الوهاد تأملاً
أعبُّ شذاها جذوة وتوقدا
وأرجو رسول الله عفو شفاعةٍ
إذا قام جمع الناس في الحشر حشَّدا
تباركت ربي شئتنا خير أمةٍ
وخيرُ نبي شئت كان محمدا
حملتَ على الأيام كنـزاً مفاخراً
فهل ينكرُ التاريخ فصلاً مؤكدا!!
طلعت على الأكوان هدياً ورحمةً
وأشرقت الدنيا جمالاً وفرقدا
وأدهشت الأكوانُ شرقاً ومغرباً
وأخصبت الصحراء صدراً وموردا
ملأت القلوب البكر نوراً وحكمةً
وجذوة إيمان تدوم توقدا
وخاطبت عقل العالمين رسائلاً
فنادوك من خلف النجوم تشهدا
وجاءوا خفافا أو ثقالاً قلوبهم
تتوق إلى الإسلام ديناً مسدَّدا
وكلُّ الطغاة المشركين تَساقطوا
دُمىً، ركَّعاً في بيت ربك سجَّدا
سجاياك أنداءَُ وخلقك قدوةُ
ودينك عدل لا عبيدَ وسيَّدا
حضنت اليتامى والأيامى تعبداً
وأوصيت بالإنسان جاراً وأبعدا
وفي صدرك الرحب الكبير خزائنٌ
من العلم، والعلمُ استقى وتزودا
لقد شاءك الرحمن أكمل خلقه
وأصفاك في الخلقْ العظيم تفردا
وفي أحدٍ ساح البطولة كم بدا
يحدث للأجيال سيفاً مجرداً
ملائكة الرحمن بالحق أُنزلت
تجزُّ ظباها من أضلَّ وأفسدا
وما أدهش الأسماء كيف تجَمعتْ
جمالاً ودُراً والنبيَّ محمدا!!
فكل أساطير العصور تَبددتْ
وهديُ رسول الله يبقى مخلَّدا
هو النور والإيمان من أرض طيبةٍ
متى حلقتْ تبدو الكواكب سُجَّدا
تواصل ثغر الكون يحلم بالهدى
ويوم وُلدتَ افترَّ وابتسم الهدى
فلو طال عمر الكون واتسع المدى
كتابك فوق الدهر يبقى مؤبدا
*في يوم الأحد 22-2-1436هـ ..توجهت لزيارة المدينة المنورة، سيدة العواصم الإسلامية، مدينة المصطفى محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، وصحابته الميامين. وقفت على قبره الشريف وصاحبيه أبو بكر وعمر، وصليت في الروضة الشريفة. استشعرت عظمة الزمان والمكان وأني في حضرة خاتم الأنبياء وسيد الأنام. لم تعد المشاعر قادرة على احتواء الصور في تتابعها، ليفيض الدفع في المآقي ورؤية الجمع الهائل الذي يتدفق لتحظى بندرة ذلك الموقف، ويبقى في الذاكرة ألقاً مضيئاً عساه أن يلقاه عند الحوض يوم العرض.
خالد محمد الخنين - المدينة المنورة
K-Khonin@hotmail.com