رد فهم ملائم:
أدركُ كثيرًا أن الأشياء التي لا تتيح تخومها بعفوية لا يُطلبُ منا إزاءها رد فهم ملائم. كثيرًا ما نتصادم مع الأشياء, أو تصطدم بنا «نمطيًا»: الفهم النمطي, التلقي النمطي, الجدل النمطي... كل كومات النمطيات هذه يراكمها الوعي أولاً، أو لنقل الخيار الأسلم ربما, حين نتلقى الأشياء, ونجعلها تأخذ انزلاقها الطبيعي إلى مسار النمط, دون أدنى تعب في رفعها, والنظر إليها, على الأقل من الأعلى إلى الأسفل, ولن أقول إلى الوجه الآخر! يجب أن تصل تعاملاتنا اليومية مع الحياة إلى دواخل الأشياء دون قياسات, وقوالب قرميد، ونيَّات جاهزة؛ لتصل الأشياء غير ناقصة, وإن كانت باردة!
بالنظر الذي يُدركها:
لم تعد الثقة الأولية بمفاهيم المفاهيم صالحة, وإن لم يكن هناك مفهوم ثابت يمكن الوثوق به لفترة أطول. فقد ظلت المفاهيم في كل صعيد تطرح نفسها بنقيضها, أو كما يقول باسكال: «بالنظر الذي يُدركها»، فثمة فظاظة بلا معيار, وتفاهة مُرَاكمة, متعددة الاشتمالات والصور, وبلا حد يمكن التحاكم إليه! وهي ليست كذلك من نظر آخر, ومن حاجة أخرى, ممن لا يتحسسُ خشونة العالم لحظة يتم, أو حرب مثلاً! أو بالتبادل إلى مسافة ما، المسافة التي يمكننا الجلوس فيها للعب الـ(أونو) أو التقاط صور لـ(سناب شات), من أجل إعادة صياغة معادلة أجدى, وربما فظاظاتنا الخاصة.
من أن تكون فراغًا:
يجبُ ألاَّ تجد نفسك بمنزلة أحد الخيارات؛ لسد مسد حاجة جدلية ما، أو أن يُظَنّ بكَ أن تكون أداة حل فورية, والنموذج الأتم لكل شيء يراد منك, أو يُتوسم فيك. لا يجبُ أن نكون موضع توقع, ولِمَ أصلًا!؟ يجب أن نكون نحن, وهم هم, ولا أَزْيَد! بكل بشرية, وعفوية, ووعي. بلا ابتذالات اعتيادية, ولا ظنون أخطبوطية, ولا انصهار رخيص النتائج! لا يجب أن تُغْنِي فكرة ما بك, حتى بينك وبينك! تحرر من أن تكون فراغًا, أو مادة لاصقة تجمع حتى ذرات الغبار.
الإنسان القِيَمي:
لا تملك القيم المطْلَقة طريقة للأخذ في الاعتبار بأنها لا تلائم تركيبات الإنسان المُنَوَّعَة؛ فمن مهام القيم أنها تُبسْتِر العقل والروح اللذين يتعاقبان عليها وفقط! لائم ذلك عقل أم لم يفعل؛ حين تواجهها تركيبة بشرية أعقد أو أسهل منها. التناقضات التي تُرَكِّبُ البشر, لا يمكن أن تُلاَم بسببها قيمة, ولا يجب أن تحوز صلاحك قيمة, لكن من واجب الإنسان (القِيَمي) أن يُهيئ تركيباته لهذه البسترة, إن كان يرى أنه حازها كلها! بالمناسبة, وفي قراءة لهذه الصِلة بين الإنسان والقيمة المطْلَقة، جل قيم الرفاق مؤخرًا قيم شِعارية, وشمسيات.
نورة المطلق - الرياض