منذ أسلافنا
تمر الخيالات هاربة،
على بحرها الهادر..
فيطفو على جرفها
بعد السكون، وهجعة موج
موات الزبد.. متعباً.. ذاهلا
في تفاصيل ما قيل،
عن بقايا حياة هنا.
***
فمن جوفها تخرج
الآن هسهسات الألم،
وترنو على وجع
من لحاض الغنيمة،
أو عتقها من قيود المذلة..
بيسر من القول،
وما شابها من شوائب
لحن غريب..
لا يدوزن بعض الصفاء،
أو ولع المنشدين..
ببحر من الرجز المخملي
حينما يظهر الفرح
المصطنع على هذه
الضفة المبتغاة..
بألوان من البهجة العابرة.
***
فليس هنا
سوى الغرباء على رحلهم
يجوبون فيافي الحياة.
ينشدون دوام المحال،
ليقطعوا على مضض
بقايا حياة تئن تفاصيل
ليل الحكايات في مهدها.
فلا شيء غير
انتظار الغروب
لتطوى ملامح متعبة
حينما هدها وجع البحر
والبحث عن ذاتها
في تشابه آلامها
بين رمل وبحر،
وحزن يحل ووعد يفل.
هاني عيد - جدة 2015م