كلمتان فوق إمضائه، تدلان على الأخوة والمحبة في قلبه الأبيض؛ وزّعهما على الجميع بلا استثناء؛ ليحصل على المحبة الاستثنائية النادرة من الكل؛ لاسيما في زمن احتدام الصراع بكل أنواعه.
لغة الحب واللطف في كلماته التي يخاطب بها القارئ بأسلوب مباشر ومهذب وشفاف لم تتغير منذ المقال الأول الذي كتبه قبل عقود من الزمن: « أخي القارئ: أود منك أن تعيرني انتباهك قليلاً من الوقت حتى تصغي إلى ما أقول وتعيه، و إذا كنت مؤمناً في قرارة نفسك إيماناً لا يتطرق إليه الشك ولا يتسرّب إليه الريب بأنك لم ولن تحصل على أمنيتك وتصل إلى آمالك إلا بالعمل و العمل الدائب لا غيره، وأن الخمول إلى الدعة والركود سيؤدي بك إلى الهاوية، وأنك لن تجني من وراء ذلك غير الحسرة... «واستمرت في (جداوله) التي يكتبها عبر الجزيرة: «.. إن الكلمة الأنقى هي التي تكون نوراً يسافر إلى قلوب الناس وجوانحهم؛ ليزرع بين شواطئهم الأمن والطمأنينة والسلام، وأنا أتمنى أن تكون كلمتي مضيئة كذلِكَ النور، وأن يكون حرفي عبقا كمنابع الحب»؛ حتى في عناوين بعض مؤلفاته التي تدل على الوفاء والحب للأصدقاء: ( غاب تحت الثرى أحباء قلبي)، (قراءة في جوانب الراحل د. غازي القصيبي الإنسانية ) (د. عبدالعزيز الخويطر: وسم على أديم النزاهة والوطن).
آمل من أعماق قلبي أن يعمل على مشروع تحويل برنامجه الذائع الصيت والهام في ذاكرة الثقافة العربية المرئية: رحلة الكلمة؛ إلى كتاب يجمع فيه كل الحوارات؛ ليوثق في المكتبة العربية؛ ويكون مرجعاً مهما للباحثين وللمهتمين ببعض تفاصيل أولئك الرواد الذين استضافهم.
إمضاء حمد القاضي: أخوة ومحبة.
حمد الدريهم - الدلم