1- من تقدم باسمه لن أناديه؛ فالاسم لي ولغيري، معه تنتفي الحضرة ويمتنع النداء.
إن ما كان معلوماً للناس يتثاقل علي فأحتار في أمره وأجهل سره إلى الأبد.
2- وإذا أمرتك فاهرب ولا تطع، سواء أكان الأمر صريحاً أو مضمراً؛ فهو يباعد بيني وبينك، ويحجبك عني. الأمر يقع عليك كالمطرقة، أما النداء فيأخذك كالريح.
3- نداء الطائر للطائر منقوش على الماء، ونداء الحيوان للحيوان صورة للشفق في الغربة، أما نداء الإنسان فصدى في برية أو آية وحلم وصلاة ينبت العشب في ظلها.
4- منذ افترقنا وصوتي يجرح الريح، ناديتك ولم تلتفت، أزهر الناي وانجرح الورد فلم تلتفت، ثم ارتدت الريح ومحت صوتي.
5- تقدمت إليك بمعرفتي فأعرضت عني، وقلت لي: لن أكشف عن وجهي حتى تنساني، ثم تتقدم إلي في هيئة الطير فأقبلك بجواري، والدمية المستقرة لا جوار لها.
6- هذه البئر الكريمة بالمياه تتكاثر أسرارها مع كل حجر معجون بالنار، يقذفه صبي يلعب بجوارها. ما من أحد يجرح البئر ويطوي سرها أكثر من صبي هائم.
7- لا إمكانية للصعود أو الارتقاء؛ السقوط ظاهرة زمانية بامتياز، انهياراتي المتوالية ككائن إنما تحدث في الزمان، يجب ألا أكون كي أمنع سقوطي عني.
8- الاتجاه المحدد يقودك إلى تحقيق الأهداف، ويفضي بك إلى غاية معينة، لكنه يرسم انحطاط الطاقة. تقدم باتجاه واحد واصدمهم باتجاهات أخرى من ضروب الصاعقة.
9- حين يخسر اللاعب رهاناته (الداخلية أو الخارجية) في لعبة الروليت ينهار بسرعة، يتقدم إليه قزم ذو شعر أبيض وقداحة زرقاء، ثم يظهر الضبع الضاحك في المأدبة.
10- نسي الكلب خطة صاحبه، وأهمل الجثة المحتجزة في الحوض الزجاجي؛ إذ رأى تلك الساعة الرملية، وبات يراقبها بتوجس، ثم أطرق صامتاً أمام رمل يلهث في الزجاجة.
11- لو اعتزل الكلب المطاردة لكانت سيرته أكثر جمالاً.
12- البومة للفيلسوف، والقرد الكسلان رفيق النحاتين، أما الكلب فهو ضيف لا يفارق الشاعر، تارة يظهر برفقته وتارة يختبئ في ثيابه.
13- الكلب مولع باللعب مع بني البشر، وإذا لم يفز برفيق منهم قضى عليه الحزن.
14- الكلب يتشبه بصاحبه، وصاحبه به شبهة من كلبه.
15- الكلب يستجيب للنداء بروح نادرة، يلتقط من الريح بأذنيه الملهوفتين صوت صاحبه.
16- كلما خلع الراعي على كلبه اسماً جديداً انتفض من الفرح وعد نفسه كلباً محظوظاً، ومن فرط محبته للإنسان استقبل اسمه كهدية تعادل مجرة من العظام.
17- وقف البصاص في الدرب وقال: لن أمضي من هنا حتى يريني الكلب زرقة قدميه.
زياد السالم - الجوف