مات؛ لتحيا العديد من القصائد والروايات والأعمال الفنية الخالدة على هذه الأرض من مختلف اللغات؛ لأجل ذلك الغرناطيّ كتب - على سبيل المثال لا الحصر - التركيّ تورغوت أويار واليوناني نيكوس كافادياس والروسي يفيغني يفتوشينكو والفلسطيني العربي محمود درويش الذي عانق روح ذلك الغرناطي بقصيدة جميلة قال فيها:
« لم تزل إسبانيا أتعس أُمّ..
أرخت الشعر على أكتافها
وعلى أغصان زيتون المساء المدلهمّ
علقت أسيافها!
عازف الجيتار في الليل يجوب الطرقات
ويغني في الخفاء
وبأشعارك يا لوركا , يلم الصدقات
من عيون البؤساء..»
في إمضائهِ ثلاثة خطوط تمثّلُ:
1- أمل الحريّة:
مُنعت أعماله خلال فترة الحكم «الفرانكويّ» المستبدّ التي لا حكم فيها إلا من فوهة البندقية والتيه في المنفى وتذوق مرارة القرار في السجن لكل من يعارض أو يرفع شعار أمل الحرية التي تغنى بها شاعرنا كثيراً؛ لكنها أصبحت واقعاً يعيشه الإسبان بعد تلك السنوات «الفرانكوية» العجاف.
2-ألم إسبانيا:
مزّق ذلك الألم خريطة إسبانيا وأشعل أوار حرب أهليّة راح ضحيّتها مئات الألوف من قتل وتهجير، انتهت إلى استبداد «فرانكويّ « ومشهد موت دراميّ أخير لذلك الشاب الغرناطي الذي لم يتجاوز العقد الثالث من عمره!
3- المشهد الأخير:
قرّر العودة من مدريد إلى غرناطة بحثاً عن أمان واطمئنان؛ لكن رصاص الفاشيست ثقبت رأسه في مشهد درامي مؤثّر من فيلم حياة لوركا؛ ليصبح «كل شهداء الحرف لوركا « ويبدأ بكاء قيثارة الأدب على هذه الأرض التي قال عنها:
«يبدأ بكاء..
القيثارة..
تنكسرُ أقداح
الفجر..
يبدأ بكاء القيثارة..
غير مجدٍ..
أن نسكتها..
تبكي رتيبة..
كما تبكي المياه..
كما تبكي الريح..
فوق الثلج المتساقط..
من المستحيل
أن نسكتها...»
إمضاء لوركا: ثلاثيّة أثارت إلهام لغات أهل الأرض!
حمد الدريهم - الدلم