خرجتُ قُبيل المغربِ اليومَ راكبًا
وفي الجوِّ شيءٌ من غبار العواصفِ
فساءلني بعض الصحابِ مداعبًا:
إلى أين تمضي، هل لكم من وظائفِ؟
فقلت: نعم لكنّها دون راتبٍ
فنحن أُناسٌ نكتفي بالعواطفِ
ففي مغربِ الإثنينِ يلتمُّ شملُنا
ونسعدُ فيما بيننا بالتعارفِ
وفي مجلس الشيخ العبوديِّ نلتقي
لننهلَ ممّا عنده من معارفِ
ونسمعَ من رِحْلاته ما يُفيدنا
ويُمْتِعُنا منها ببعض المواقفِ
ويُعجبنا في الشيخ خفّةُ روحهِ
وإيرادهُ دومًا لبعض الطرائفِ
وحينَ يقول الشيخُ نُصغي جميعنا
لنسمعَ شيئًا من تليدٍ وطارفِ
ويَبهَرُنا أسلوبهُ بسموُّهِ
ونأيٍ بهِ عن هُجنةٍ أو سفاسفِ
وفي الشيخ لُطفٌ يستبي جلساءَهُ
فيَجري الحوارُ بينهم بالتلاطفِ
ولا عيبَ فيه غيرُ دِقَّةِ ضبطهِ
وتفنيدُهُ باللّين رأي المخالفِ
ومن زارهُ يومًا تعلَّقَ قلبُهُ
بمجلسِهِ ممّا يرى من تآلُفِ
وقد صِرتُ من روّادِهِ متأخرًا
وإنّي على ما فاتني جِدُّ آسفِ
وسَلْ عن كلامي -إن أردتَ- مجرِّبًا
فما أنا فيما قلتُهُ بالمجازفِ
ولستُ بإطرائي لهُ متزلِّفًا
وما أنا فيما قلتُ بالمتجانِفِ
ومن شكَّ فيما قلتُ فليأتِ مرّةً
ليبصرَ ما قد سادنا من تعاطفِ
ويا ربِّ متِّع شيخنا وأمِدَّهُ
بعمرٍ وأمنٍ من جميع المخاوفِ
وأنزلْ علينا يا إلهيَ رحمةً
فإنّا جميعًا بين راجٍ وخائفِ
وصلِّ على خيرِ الأنامِ محمدٍ
وشفِّعهُ فينا يوم نشرِ الصحائفِ
الإثنين 15-07-1436 هـ
سليمان بن عبدالعزيز الشريف - الرياض