الثقافية - خلود العيدان :
تطبيقات الإعلام الرقمي تصدر الجهل أم تنشر المعرفة، تقضي على الخصوصية أم تسهم في انفتاح مجتمعي إيجابي، هل هي سبيل للرزق والتعلم أم سبيل لإدمان يؤثر على التحصيل المعرفي، هل هي خيارات أفراد تمضي بها للسلب وللإيجاب ولا ذنب لها أو عليها، أم أنها تحمل وزر الانتشار والتأثير على الكبير والصغير.
هذه الأسئلة وغيرها نواجهها مع كل ظهور جديد لدرب من دروب الإعلام الرقمي، ولكننا نجد أنفسنا هناك نستخدمها، نتابعها ونقبل عليها وتضحي حديث مجالسنا وشغلنا الشاغل.
أثيرت ذات الأسئلة في ملتقى الإعلام المرئي الرقمي الثالث «شوف» الذي أقيم لأول مرة في جدة ونظمته مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية»، حضره ثلاثة آلاف من المهتمين والمهتمات وشارك فيه نخبة من رواد الإعلام الجديد، وتنوعت المحاور فيه بين تجارب المبادرين الأفراد والمؤسسات في عالم الإبداع الرقمي السعودي والخليجي وبين عرض مواد مرئية مؤثرة من أفلام ومشاريع ومبادرات تخدم المجال.
كان لـ»اليوتيبوب» و»سناب شات» نصيب الأسد في الملتقى من العرض والمناقشة والتحليل، ناقشت الجلسة الأولى «اليوتيوب» كمنصة إعلامية مؤثرة، والنقلة التي يعيش تحت ظلها من مشهد بسيط إلى إنتاج ضخم، بالإضافة إلى مدى أهمية صناعة محتوى أكثر موقع زيارة في السعودية من مواقع الشبكات الاجتماعية، شارك في الجلسة مقدم برنامج ضربة حرة على اليوتيوب إبراهيم البكيري، رئيس تحرير برنامج أكشن يادوري، صانع محتوى ومقدم برامج على اليوتيوب الدكتور مؤيّد الثقفي، ومقدمة برنامج نون النسوة على اليوتيوب الدكتورة هتون القاضي.
ولفت الدكتور عبدالله المغلوث مقدّم برنامج يشبهك على اليوتيوب وأحد ضيوف الجلسة الأنظار إلى معاناة الاتفاق مع قناة وفريق إنتاج وألقى الضوء على تحديات الرعاية التي تواجه صانع ومقدم المحتوى، مؤكداً أن عدد المشاهدات العالية للمواد المعروضة على اليوتيوب تعكس مدى الحاجة لمحتوى رقمي جيد، مشيراً إلى أن الإعلام المحلي بدأ بصحافة الأفراد ثم تحول لعمل مؤسسي واليوتيوب يمر بذات المرحلة.
بينما ناقشت الجلسة الثانية «سناب شات» وكيف استطاع الحصول على قاعدة كبيرة من المستخدمين الفاعلين يومياً من خلال مشاركة اللحظات والتجارب الشخصية، شارك فيها المتخصص في الإعلام الرقمي أحمد الجبرين، الكاتب والرحالة عبدالله الجمعة، المتخصص في التغطيات على سناب شات سلطان النفيعي، والمختصة بالتأثيرات السينمائية سارة الودعاني.
أكد من خلالها الجمعة على أنه يجب على مقدم المحتوى الرقمي ألا ينجرف لما يريده الناس منه أو يقولبونه فيه، مشيراً إلى أن الاتحاد اللحظي بين المتابع والمقدم من جماليات تطبيق سناب شات، بينما لفت الجبرين النظر إلى أن المستقبل للشبكات الاجتماعية المتخصصة، ونبّه فارس التركي الكاتب الاقتصادي ومدير الجلسة إلى أن سناب شات كسر خصوصية مجتمع محافظ كالسعودية، مشيراً إلى أن عالم الإنترنت لا تموت فيه اللحظة المسجلة أبداً.
عرض ماجد الصباح تجربته كصانع محتوى وروى مشاهد من رحلته الثقافية مع سناب شات التي بدأت بالخوف على بناته من التطبيق الأصفر إلى صانع محتوى هادف فيه وأحد المعتمدين من إدارة سناب شات عالمياً، مشيراً إلى أن من أسباب تقديمه لمحتوى ثقافي مبسط هو حرصه على المساهمة في إيجاد حلول تجاه مشكلة ضعف القراءة الملاحظة بين الشباب من خلال إيصال المعلومة لهم من خلال قنواتهم.
ومن الأفراد إلى المؤسسات، حيث عرض مدير البودكاست على قناة العربية محمد جمال تجربة تطبيق «أنا أرى» الذي من خلاله يتحول المتابع إلى صحفي من قلب الحدث! والذي بدأت حكايته برفع مواد على الموقع الإلكتروني ومشاركتها وتحول مع بداية «عاصفة الحزم» إلى تطبيق إلكتروني يتيح للجميع فرصة المشاركة، مشيراً إلى المتابع الفاعل بمسمى» المواطن الصحفي»، وأكد جمال على أن كثرة المصادر في العالم الإخباري كانت سبباً في إطلاق تطبيق يسهم في تيسير وصول الخبر الصحيح.
عرض الملتقى أرقاماً وإحصاءات تقيس عالم الإعلام المرئي في المملكة منها أن حوالي 70 % من السعودييين يستخدم الجوال وقت مشاهدة التلفاز! وأن أكثر 3 أنشطة يزاولها السعوديون عبر الإنترنت هي (مشاهدة مقطع فيديو، رفع صوت على الإنترنت، استخدام الشبكات الاجتماعية)، تحتل السعودية المركز الثاني بنسبة عدد مستخدمي سناب شات حول العالم! وسيستمر السؤال الذي تكرر كثيراً من المشاركين ومن الحضور قائماً، ماذا سيحدث مستقبلاً في عالم الشبكات الاجتماعية!