باتفاق مهرجان القاهرة السينمائي ونقابة المهن السينمائية المصرية في الدورة 36 من المهرجان، أصبح برنامج «آفاق السينما العربية» ركنا مميزاً, حيث يتم عرض الأفلام المتميزة أو التجارب الجديدة ذات الأسلوب غير التقليدي لعرضها على عشاق السينما في مصر والوفود المشاركة في المهرجان.
تعرض أفلام «آفاق السينما العربية» بشكل متواز مع عروض أفلام مهرجان القاهرة. ولآفاق السينما العربية لجان تحكيم هي غير لجنة تحكيم مهرجان القاهرة.
إن فكرة «آفاق السينما العربية» هي فكرة ممتازة وذات دلالة فنية وثقافية مهمة في مسار السينما العربية.
سوف يلتقي جمهور المشاهدين مع سبعة أفلام في آفاق السينما العربية في دورتها الثانية ضمن الدورة 37 من مهرجان القاهرة السينمائي كونها ذات قيمة أسلوبية تخرج عن المألوف والتقليدي في السينما.
وقد جرى تكريم المونتير الفنان أحمد متولي في هذه الدورة، والفنان المونتير أحمد متولي لعله الأكثر شهرة والأكثر إبداعا في حرفة المونتاج السينمائي الذي هو مرحلة هامة من مراحل تحقيق الفيلم السينمائي كان أحمد متولي قد برع فيها أيما أبداع. وهو الآن متقاعد وقد أحيل على التقاعد بدرجة وكيل وزير. ويحبه السينمائيون حيث حقق أهم الأفلام المصرية. والاحتفاء به وتكريمه هو موقف نبيل حقا حيث يستحق هذا الفنان كل تقدير من قبل كل سينمائيي مصر.
من الأفلام التي عرضت في برنامج آفاق السينما العربية في الدورة الثانية للبرنامج والدورة 37 في تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي هي:
المشاركة المصرية في برنامج آفاق السينما العربية تمت بفيلمين هما «الثمن» بطولة عمر يوسف وصبا مبارك وصلاح عبد الله والفيلم من تأليف أمل عفيفي وإخراج هشام عيسوي، وفيلم «في يوم» بطولة علي قنديل ونادين أميل ورأفت البيومي وهو من تأليف وإخراج كريم شعبان. ولقد تم استبدال فيلم «أطار الليل» من المغرب إخراج تلا حديد بفيلم «البحر من ورائكم» إخراج هشام العسري وذلك لعرض فيلم إطار الليل في بانوراما الفيلم الأوربي في القاهرة الذي ينعقد في ديسمبر. كما شارك فيلم «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة وهو من اليمن للمخرجة خديجة السلامي وفيلم «الشجرة النائمة» لمحمد بن راشد من البحرين. كما شاركت سوريا فيلم «بانتظار الخريف من إخراج جود سعيد، كما شارك العراق بفيلم «بغداد خارج بغداد» للمخرج قاسم حول الذي يتحدث عن غربة المثقف في وطنه».
كانت تجربة برنامج «آفاق السينما العربية» قد حققت في دورتها الأولى إقبالا كبيراً كونها تعرض الأفلام المنتقاة في السينما العربية والأفلام التي تخرج عن المألوف والتقليدي. وكان عشاق السينما ميالون لمشاهدة هذه الأفلام لأنها تمثل تيارات جديدة في السينما العربية.
يترأس هذا البرنامج السينارست «سيد فؤاد» الذي يحرص على اقتناء الجديد والجيد لبرنامجه الذي تشرف عليه نقابة المهن السينمائية والتي جرى توقيع الاتفاق بينها وبين مهرجان القاهرة في دورته السادسة والثلاثين أي دورة عام 2014.
أرى أن يأخذ هذا المنحى بعداً ثانياً يخرج عن الفيلم التقليدي من أجل تكريس لغة سينمائية جديدة، فمنها تأتي التجارب المهمة مثل ما برزت تجارب عالمية كثيرة نذكر منها أفلام الفرنسي آلان رينيه وأفلام الروسي تاركوفسكي.
لم تكن فكرة آفاق السينما العربية جديدة، فلقد تأسست في نهاية الستينات جماعة السينما الجديدة في مصر وأعقبتها وبمشاركة هذا الاتجاه تجربة السينما العربية البديلة التي تأسست عام 1972 وكانت في مسار السينما العالمية قد ظهرت تجربة السينما الحرة في بريطانيا وسينما تحت الأرض في أمريكا وسينما بيان أوبر هاوزن في ألمانيا. وكانت فكرة السينما العربية البديلة هو البديل عن الفيلم التجاري، فيلم شباك التذاكر. وكان بعض المعنيين بشؤون السينما يرون أن السينما البديلة هي مغامرة لا يمكن أن تعود للمنتج بالربح وحتى قد يصعب استرداد الكلفة الإنتاجية. التجارب أثبتت أن الأفلام ذات الاتجاهات المعاصرة أصبح لها جمهور واسع.. هي سينما بعيدة عن الابتذال وتطرح أفكارا معاصرة تهم الإنسان والأرض والوجود.. أفكار لا تستوعبها السينما التجارية. لقد ازدهر وعي المشاهدة اليوم وتجربة الدورة الأولى من آفاق السينما العربية وما حققته من نجاح في حجم المشاهدة السينمائية دفعت نقابة المهن السينمائية لإغناء تجربة الدورة الثانية.. ومنها سوف تولد الأفلام الجديدة شكلا ومضمونا.
- هولندا
k.h.sununu@gmail.com