أحببتُها
حتى وصلتُ ظلالَ سِدرتنا معاً
ولقد مَضتْ في حُسنها
وأنا بكلِّ غباءِ أشواقي
مضيتُ وراءَها
ويلي فإذ بي
في مقامي أحترقْ
ما نبَّهتني حينها
لو أنها قالت توقفْ هاهُنا
أو بصّرتني
عن حقيقةِ مَنْ أنا
ما كُنتُ مِمن
في لجَاجَتِها غَرِقْ
هي كُلُّ أشجانِ الحروفِ وشَدوِها
هي قُدسُ معراجي
وسدرتُ منتهى الأشواقِ
والعشقِ الذي
أروى الأنامَ جميعَهم
وحدي أنا
مَنْ كنتُ منهم
قد شَرِقْ
هي آخرُ الآتينَ بالصدقِ الذي
قد زلَّ عنها خَطوهُ
فتعثّرتْ كُلُّ النبوءاتِ
انسكبنَ طلاسماً
إفحامُ فَحْوَاها عنِ المعنى دُلِقْ
بايعْتُها لمّا رأيتُ من التجلّي جُلَّهُ
فحسبتُها هي ذاتُ روحِ المعجزات
انختُ ذاتي عندها
أبدٌ..أبدْ
هذا الهوى في أضلعي
أبدٌ..أبدْ
وأرى مواضعَ جَنّتي
أبدٌ..أبدْ
ما عادَ يُصليني لظى شوقي هُنا
ودمي يُهمهِمُ باسمها
لن نفترقْ
كانت معي في الصدقِ
أشبهَ ما تكون
قالت ويملؤها النوى
لن نفترقْ حتى وإنْ وصَلت خُطانا
سدرة العشاق ثق بي
ياحبيبي إننا لن نفترقْ
وأنا وثَقتُ بصدقِ تهيامي بها
وبكهف أحلامي
غفوتُ ولم أُفِقْ
كلُّ السنينِ مضَيْنَ بي
وفطانتي العميا
تَزاورُ عن رؤاي تزيدُني
غفواً على غفوي
كأنّي في تقلُّبِ نشوتي
جسدٌ تغشّاهُ المنامُ كأنني
جسدٌ بلا روحٍ زُهِقْ
مازالَ إيقاعُ التشبُّثِ باليقينِ
يطوفُ بي
وإذا أتمَّ الشوطَ
َ أرهفَ مَسمعي
حيّا ونادى كالمُلَبِّي جاهِراً
لبّيكَ يا قلباً عُشِقْ
أنا قد عَشقتُ فرُبما
قد نِلتُ مما قد وَهَبتُ
فها أنا مازلتُ في النشوى طَلِقْ
وحسبتُ أنّي
قد عَشقتُ قُبيْلَها
فوجدتُ أنّ القلبَ حاشى ما عَشِقْ.