لَمْ تَزُرنِي مُنْذُ أنْ
وَدَعتُ وَجْهَكَ وَ أفْتَرقنَا فِي الدُروبْ
لَمْ يَعُد بَعدِي حَنِينِي
سَامِراً يَشْكُو المَدِينَةَ يُوقِظُ الكَلمَاتِ
مَبْهُوراً بِألوَانِ الغُروبْ
أنَا مَا أتَيتُ لأنَنِي
قَد شِبتُ
وَ أنْحَصَرتْ
خُطَايَ عَلَى خُطَاي وَ بَاعَنِي الشَجَنُ الطَرُوبْ
مَاذَا دَهَاكَ
ألَمْ تَكُنْ بِالأمسِ بَحَاراً يَجُوبُ الأمنِيات مُيَمِمَاً
نَحوَ الشَمَالِ وَ تَارةً نَحوَ الجَنُوبْ؟!
هَا أنتَ تَغْرقُ فِي
سُكُونِكَ مَرَتَينْ
تَتَلاطَمُ الأمْواجُ يُكْسَرُ سَاعِدَيكَ تَصِيحُ كَي
تَبقَى وَ لِلرِيحِ الشِرَاعْ
يَا سِندِبادَ البَحرِ هَلْ؟
رَسَتِ السَفِينُ
عَلَى اليَقِينْ
أمْ نَشوَةُ الإبحَارِ فِي تِيهِ التَعَنُتِ شَدَّتِ المِرسَاةَ وَ أقتَلَعَتْ صُخُورَ الثَابِتِينْ
أنَا مَادَعَوتُكَ كَي
تَعُودَ إلى المَوَانِئ وَ الغَوَانِي مِنْ جَدِيد
أنْا مَا أتَيتُكَ كَي نُعَربِدَ كَالحَيَارَى
فِي نُجَيمَاتِ الليَالِي كُلَمَا حَلَّ المَسَاءُ
عَلَى العَبِيد
أنْا فِي طَريقِي سَائِرٌ
وَنَقَشْتُ حَرفَكَ كَي تَسيرَ عَلى خُطَاي
فِي صَخرَةٍ أقصَى اليَمِينْ
كَتَبَتْ دُمُوعِي وَ الحَنِينْ
«يَارَبُ ثَبِتنِي بِدينِكَ مَا حَييتُ مُوَحِداً وَ رَفِيقَ دَربِي شُدَهُ نَحوَ اليَقِينْ» ..
- مهند خليفة