1- الحكمة آية
وهي الوجه الإلهي في الروح
2- ما أجمل الحكمة وما أعمقها
حين تكون خاصة كالبصمة
3- الحكمة تنبجس من ينابيع الروح، لكن عليك أن تثقب الصدفة السميكة التي تغلف روحك كي يسيل شعاع الحكمة من داخلك.
4- إذا كانت الحكمة أثرا مبتذلا للعابرين، تخلص منها وابتكر حكمتك المضادة؛ فالمبدعون لا يقتربون من شجرة الجماعة إلا لرجم حكمها وأمثالها الغابرة.
5- الإيمان ليس معدلا تراكميا، بل هو اختبار الروح بالنظر إلى قدرتها على اجتذاب الجمال عند كل ضرب من ضروب التجربة.
6- الحدس ينفذ إلى عمق الأشياء مباشرة بلا وساطات منهجية تتوسل -عبر البراهين والاستدلالات - اكتناه الحقيقة، إن الحدس يقتنص اللب بضربة واحدة.
7- الكائن المتأمل ذو طبيعة ارتيابية، فهو لا يملك خرائط جاهزة لمعرفة العالم، إنه متردد لا يدري، لذا يتأمل، بخلاف الآلهة فهي تدري وتأمر ولا تتأمل.
8- الحب اسم حركي للرغبة، إنه فاتحة الجسد، وغايته الارتواء، كل حب لا يصل إلى هذا المقام ليس حبا، من علامات تحققه:
أن يرتعش الزهر بين جسدين.
9- لماذا ترميني في العراء ثم تسعى لمحاسبتي ؟ الحساب قيمة رياضية تحول الإنسان إلى شيء معدود.
10- الوجود غير قابل للإثبات أو النفي، فهو لا ينحصر داخل حدود معينة، وما لا يحد لا يبرهن عليه، لذا نحن نلامس صورة الوجود أو نتحصل عليها بشكل استيهامي.
11- الكائن يملك وجوها متعددة؛ إنه غريب في العالم، وإذا كف عن هذه الغربة تحجر أو مات.
12- للكائن صور لا تحصى، تنبثق وتتشكل في داخله، لكن صورة واحدة يشكلها الآخرون عنه، قادرة على تدمير هذه الصور واحتلال أعمق نقطة في كيانه.
13- المنفى يعزل الكائن ويحوله إلى مخلوق فاقد للسياق، فهذا الذي يسمي الأشياء في عالمه الاعتيادي، إذا تعرض للنفي يصبح بعيدا ومنفصلا بحاجز زجاجي يفصله عن صوته وصورته.
14- ثمة فصيلة سامة من الأزهار الجبلية، إنها نادرة وذات جمال مخيف، لكنها قاتلة، على الباحث عن الحكمة أن يداعبها ويتذوق عطرها شريطة ألا يموت.
15- كلما ألقيت الشبكة في البحر اصطدت قمرا.
16- لقد اشتعل الرأس شيبا وأنا أقتدح الشرر في الريح، لم أكتشف شيئا ذا قيمة، فقط: هذه الخطوط الغامضة في راحة يدي.
17- وقفوا بين يديه، خلع على كل واحد منهم: اسمه وصورته، ثم ناداه باسمه، إلا أنت لم يلتفت إليك؛ لإنك اخترت صورتك كما حلمت بها، وسميت نفسك بنفسك.
18- لا تتأمل الكتلة والشاخص وما لا يتزحزح، أعرض عن كل ما هو ماثل أمامك، حسبك أن تتأمل الفراغات والثقوب، حاول أن تقبض على ما ينفلت باستمرار، ذاك المنطوي على عتمته.
19- الموسيقى أكثر قدرة على التمثيل الزمني؛ فهي بطبيعتها فائقة التجريد، تصور الزمن السيال، تلتقط اللحظة وتستجلي الديمومة، للموسيقى رتبة دهرية.
20- الموسيقى تحفر المناطق الصامتة في الصوت وتستكشف القارات المنسية من الوجود.
21- الاتجاهات متعدة في الموسيقى، منها ما يعبر عن كائن الشبكة، الرفيق لدمية الليزر، ومنها ما يصور حركة العنكبوت وهو يخاتل الزمن منتظرا الفريسة، وهناك اتجاه آخر: موسيقى النقطة ويعبر هذا الاتجاه عن التحلل أو انحطاط الطاقة.
22- لو كان بوسعي أن أصطفي كائنا ليجترح منطقة جديدة في الموسيقى لاصطفيت الثعلب فورا؛ لدقة حاسته الداخلية، وفراره من الرؤية، إن الثعلب اللامرئي يليق بها.
23- درب نفسك على السقوط من وقت لآخر، إن حوض التجربة يتسع مع كل هاوية تطل عليها، فهذا يؤكد أنك موجود هنا والآن، ولست مجرد طائر من طيور الزينة.
زياد السالم - الجوف