نعود تالياً كما بدأنا أولاً على إضافة القول فيما من شأنه نفع العلماء والباحثين بإذن الله من سبيل بين واضح حيال ما يمكن إضافته في هذا الأمر الحيوي الذي آمل من خلاله التنبه إليه، وذلك حمايةً لجناب العلم والتحقيق اللذين لابد لهما من صولة وجولة في حياض الذب على الآثار، وإنما ذلك قارئي العزيز يكون بإيراد بعض الآثار الضعيفة التي لعلها لم يقف عليها أحد في العصر الحديث، و إن كان قد ذكر بعضها ثلة قليلة من المتقدمين عبر العهود المتطاولة، ولاضير أن أختصر القول هنا، فإن غاية القول الدلالة على المراد بقليل من الكلام ويكون بغير توسع في فهم ما أردت من إيراد هذه الآثار التي استشهد بها كثير من العلماء والمحققين والباحثين، وليس كتاب الصحف بمنجاة من هذا (ولاينبئك مثل خبير)
فمن هذه الآثار :
1- ( اتقوا الراي في دينكم) هذا رواه البيهقي في المدخل
2- ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) هذا حديث موضوع لم يصح
3- ( لايعجبنكم إسلام امرئ حتى تعرفوا عقدة عقله)
4- ( أكثر أهل الجنة البله)
5- حديث الغرانيق ونصه ( وإن شفاعتهن لترتضى) فهذا حديث باطل
6- ( لو اعتقد أحدكم بحجر لنفعه) حديث باطل
7- وحديث التحكيم بين أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص أيام علي ومعاوية لم يصح هذا أبطله الطبراني وغيره.
8- ( أبيات قيلت في مقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي : طلع البدر علينا .. من ثانيات الوداع) فهذه الأبيات لم يثبت أن الأنصار قالوها وثانيات الوداع ليست بين مكة والمدينة بل بين الشام والمدينة . وهناك من قال إنها قيلت في مقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- من غزوة تبوك وحتى هذا يبطل سنده، ومتنه ركيك، فإن الأبيات ليست مما يقال في صدر الإسلام لضحالتها وخفة ألفاظها ففي هذا علتان: علة السند وعلة الأبيات, ولايحسن إيرادها ولا التغني بها على أساس أنها صحيحة لكن يمكن القول أن تقال من باب الثنى ليس إلا.
9- كذلك حديث ( سلمان منا آل البيت) وهذا الحديث يردده أهل الدين الشيعي على أنه من قول النبي- صلى الله عليه وسلم- وليس كذلك، بل هو من قول علي, وحتى هذا لم يثبت بسند صالح, و إنما كررت هذا، وقد ذكرته من قبل حفاظاً على جناب المصطفى-صلى الله عليه وسلم-
10- ( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله) هذا حديث يردده الوعاظ وبعض المحتسبين وهذا حديث باطل من حيث السند، ولم أجد له قائماً يقوم عليه فلعلهم يتحاشون ذكره فلا يوردونه.
11- ( أفطر الحاجم والمحجوم) هذا الحديث صحيح لكنه منسوخ.
12- ( لعن الله زائرات القبور من النساء) الصحيح (زوارات) وليس زائرات.
ومن هذا المنطلق، فإنني إنما أوردت هذا من باب الإشارة وإلا فإن الخُرج فيه ما فيه ممن يحطب ليلاً فلعله يضر نفسه ويضر غيره من الذين لايعون أخبار وآثار وروايات هذا الدين وليس المعول, وهذه نصيحتي لكافة العلماء وسواهم عدم الاعتماد على كتب التاريخ ولا على كتب الوعظ إلا بعد التحقق من الأسانيد بضابط الصحة التي يصح معها المتن وإلا فلا, وإضافة إلى القول هذا فإن المعول عليه عقلاً أن المسألة امانة يسأل عنها من يكتب أو يحقق أو يبحث ثم ينشر، ولاهو بمعول على الصحيح إنما هو ينقل ولا يلقي باله على الصحيح من السند ومعرفة أحوال الرواة.
- الرياض