استلف الفكرة هذه من الدكتور صالح الربيعان حيث طرح تغريدة في تويتر يقول فيها: (الجبان هو الذي يبيع نطقه، وشبه الجبان هو الذي يبيع صمته) وبادرته بالقول بأني (شبه شجاع) حيث لا أبيع نطقي، ولكني أشتري سكوتي، وعليها فإن سيرتي التي أختصرها عن نفسي هو أنني تعودت على السكوت عما لا أستطيع قول الرأي الشجاع فيه، وأعطيت شجاعتي حقها في مسائل رأيت أن السكوت عنها يمس أقصى درجات الضمير، ولكي أستطيع المضي مع هذه القضايا المخصصة فثمنها هو أن أسكت عن غيرها لكي أنتهي ببعض الكعكة ولا أفرط بالكعكة كلها، وهناك مسائل إن لمستها فإنها تلغي عليك كل مسائلك حتى لا يبقي لك حيز للتحرك، ولا يبقى لك في الدفتر شيء تكتبه، بينما لو سكت عن بعض تمكنت من تمرير بعض والتركيز عليه ليتحقق شيء من شيء، ولا تفوت القضايا كلها فيما بين شجاعة لا تقدر عليها وجبن تستطيع تجنبه.
وبهذا الحساب يكون الدكتور الربيعان ساعدني فعلا على اكتشاف صفتي الواقعية وهي أنني رجل (نصف شجاع) بما أني وزنت أموري بين مبارزة أشعر أني أملك أسلحتها كاملة فأتشجع فيها وتكون حسب التعريف الثقافي أن (قيمة المرء فيما يتقن)، وأتجنب مبارزة لا أملك أسلحتها فلا أقع فيما لا أتقن، وهذه معادلة صعبة قد تدركها أنت بحسب قياساتك الخاصة ولكن جمهورك قد لا يراها، وهنا سيلومونك دون أن يكون لديك حيلة لتشرح لهم، ومجرد الشرح هو كشف لمستور كنت تجنبته أصلاً.
أقول هذا وأتذكر كيف يلعب الأطفال وكيف يميزون بين ما يستطيعونه فيمعنون فيه لعبا، وبين ما يعجزون عنه فيتظاهرون أنه لا يهمهم، وكلما تذكرت هذه الصورة قلت لنفسي خذ بقاعدة الطفولة لكي تتقن اختيار لعبتك، وفي النهاية أنت شبه شجاع، وتخرج بنصف العلامة بدلا من الصفر في أي من الحالين.