تغريدة بدء
«فكل ترجمة عظيمة كانت أيضا تفكيراً محمولاً من طرف الفكر»
انطوان برمان
يأتي يومها العالمي والذي يشرق من باريس إلى كل أصقاع العالم، فيجتمع العالم ليناقشوا موضوعها الذي اختاره الاتحاد الدولي للمترجمين لهذا العام وهو (الوجه المتغير للترجمة التحريرية والفورية).
إنها الترجمة، العلم والفكر والفن وفعل تقبل الآخر، والتواصل معه. أما اليوم فهو اليوم العالمي للترجمة الذي لا يشرق في مؤسساتنا الثقافية الرسمية، و لا تعرف متى يكون ،وماذا يفعل العالم فيه.
ولكن كانت المفاجأة الجميلة لي في يومها 30 سبتمبر، الذي يحتفي بها وبنا كمترجمين والمفاجاة إطلاق هاشتاق حمل اسم اليوم العالمي للترجمة، وظهر فيه مهتمون، ودارسون للترجمة، كما كشفت تغريدات الهاشتاق عن هويات المغردين : متذوقون ، ومدونون، وقراء، وكتاب ،وعشاق المسلسلات والأفلام والأغاني الأجنبية، ولعل ما اعجبني في تغريداتهم أنهم يؤكدون للجميع أن اليوم العالمي للترجمة ليس للمترجمين فقط، كما هي النظرة المحدودة للترجمة، ولكنه للكتّاب، ولمعلمي اللغات، واللغويين، والمدونين، وأمناء المكتبات، والإعلامين، والمهتمين باللغات، والطلبة.
والأمر الذي يثير الدهشة ان الهاشتاق لم تطلقه وزارة ثقافة ، ولا مؤسسة ثقافية، أطلقه فرد حييته عبر تغريده ، وتخيلوا كيف حدث كل هذ التفاعل، وهذا من ايجابيات وسائل التواصل الاجتماعي وهي التثقيف وليس فقط النكات.
الجميل في الأمر أن مغردوا الهاشتاق أرسلو تحايا شكر للمترجمين، وذكروا أسماء محددة كالمترجم صالح علماني، وأيضا حيوا الذين يقودون مشاريع الترجمة في الوطن العربي ،بالإضافة إلى تدوينهم لمقولات عن الترجمة، والمترجمين، وأيضا التعريف بمدونات المترجمين المتميزين، كما طرحوا مطالباتهم بخصوص اتحادات وحقوق المترجمين العرب (الضائعة)، كما ظهرت تغريدات ترصد واقع الترجمة في العالم العربي، حيث كتب مغرد
(بأي حال عدت يا يوم ترجمة).
كما أظهر الهاشتاق احتفاليات كليات واقسام اللغة الإنجليزية بالجامعات لدينا بهذا اليوم وهذا اسعدني كثيرا، وأيضا شاهدت صورة كعكة كتب عليها تاريخ الاحتفالية.
قرأت كل تغريدات الهاشتاق، وشاركت فيه، ورأيت وعيا بالمطالبة بجودة الترجمة في جميع المجالات، فقارئ اليوم اختلف عن قارئ الأمس في ظل انفتاح الثقافات، وانفتاح الأمم، والاطلاع على تجارب الآخرين.
لقد فعل العصفور الأزرق الصغير (التويتر) وعبر 140 حرف ما عجزت عن فعله وزارة الثقافة والاعلام والمؤسسات الثقافية لدينا تجاه الترجمة والمترجمين السعوديين الأكفاء حيث يمر 30 سبتمبر مرور الكرام، أو عبر لقاء لا يتجاوز خمس دقائق.
فتحايا بنفسج للتويترين، ولمن أطلق هاشتاق ،اليوم العالمي للترجمة، ولمن غرد فيه ، فهم من يشجعوننا لاستمرار في حمل شذى زهور فكر الإنسانية بين الأمم، وتهنئة حب لكل أصدقائي المترجمين في العالم.
تغريدة:
شكراً جان رينيه لادميرال.
- تركية العمري