- تظاهرة الحب ليس مجرد قولٍ عابرٍ بل حقيقة أحس بها الزملاء في «الثقافية» وهم يُعدون هذا الملف من لدن إعلانه حتى عنوانه؛ فلم يقف الهاتف والبريد الآلي عن الاستفسار والاستقبال والسؤال والترقب تكريمًا لأستاذة جيلٍٍ بدا لنا عبر ما قرأناه وسمعناه أنها تجاوزت مرحلة البذل التأليفي والتميز المعرفي والقدرة الإيصالية إلى المحبة الجميلة التي زرعتها في نفوس وقلوب زميلاتها وطالباتها، وهو ما يجعلنا مقتنعين أن هذا الملف عن الدكتورة وسمية المنصور ممتلئٌ بالمشاعر فوق إضافاته المعلوماتية والتخصصية عن مجالٍ ندر عارفوه ومتخصصوه بعدما صارت العامية والعربيزية واللحن المباح والاستهانة بالفصحى ومحاولة تعويم أدواتها واستسهال مدخلاتها ومخرجاتها ظواهرَ تتبدى لنا في مقاعد الدرس ومحابر الطرس وعلى الألسنة وعبر الوسائط الفردية والجمعية.
أما نحن فقد عرفنا الدكتورة وسمية بتآليفها وبحوثها وحضورها المنبري الجميل مدخلةً أو متداخلة، وشرف صاحبكم بأكثرَ من تعقيبٍ لها على أوراقٍ قدَّمها في منابر أكاديمية ، ووجد منها الفهم والتفاهم ولغة العلماء الهادئة وإنصاتهم الوقور والأخذ بمنطق الفرضية وإثباتاتها بمرحلية وتدرج دون الجزم الحازم الذي يسد منافذ الأفق على اتساعها أمام القول ومقوله والنظرية وامتداداتها.
لصاحبكم منفذ آخر جميل تواصل به مع الدكتورة دون أن يتصل ؛ إذ يكفي أن يكون شريكُ عمرها أستاذَنا الكبير الدكتور إبراهيم الشمسان ليدركَ القارئُ أن الجمال لا يجيءُ منفردًا بل يحيط به من بين يديه ومن خلفه النبل والعلم والسماحة والتواضع والإيثار والهدوء والوفاء ممثلًا بالإنسان الفاضل أبي أوس رعاهما الله، وكلاهما يستحقان أن يُكتب عنهما أنموذجين في تكامل أدب النفس والدرس بعدما شحَّ حاملوهما، والله المستعان.
- الحب لا يُشترى.