إن الاعتراف بالفضل لأهله، وإن الإقرار بالأيادي لأربابها: عنوان الخير، وآية الوفاء، وسقيا العلم والأدب.
هذه رسالة شكر وتقدير ناطقة بالفخر والاعتزاز لمن غمرتني بالفضل واحتضنتني بالنصح والإرشاد، أستاذتي ومعلمتي: أ. د وسمية المنصور.
ماذا أقول وهذا اليوم أمدحكم
عذراً إليكم فقد عيّت قوافينا
تلك الأستاذة الجهبذ في علوم اللغة، فقد تتلمذت على يدها في أكثر من مقرر في النحو والصرف واللغة أثناء دراستي للماجستير بجامعة الملك سعود، فمن مقرر: أصول النحو، وقضايا نحوية، وقضايا صرفية، وصولاً إلى مقرر: اللسانيات الاجتماعية الذي استمتعنا به كثيرا، وأصبح من أحب المقررات إلى نفسي حتى إني صرت أحب خوض غمار اللسانيات في التدريس لطلبة البكالوريوس في جامعتي التي أنتمي إليها، وما ذلك إلا بفضل الله عز وجل ثم بفضلها فقد كانت مثالا يُحتذى في الطواف في بحور العلم، إذ لم تكن تقتصر على المقرر وعرض المادة العلمية؛ بل كانت تبحر وبكل اقتدار في شتى صنوف المعارف اللغوية، ومما يميزها كذلك أنها لم تكن تنقطع صلتها بطالباتها بل كانت خير معين لهن حتى بعد تخرجهن وأنا إحداهن. قمة في التواضع ولين الجانب مع مكانتها العلمية المرموقة.
والحقيقة أنها كانت لي قبس الضياء في عتمة الدراسة وبحورها المتلاطمة، ولعلي لا أعدو الحق إذ أقول أنها كانت لي نعم الناصحة الأمينة التي أفاضت علي بعلمها وشملتني بفضلها ومنحتني الثقة وغرست في نفسي قوة العزيمة ولم تدخر جهدا ولم تبخل عليّ بشيء من وقتها الثمين، فالشكر لها كل الشكر على إنسانيتها وأخلاقها الرفيعة التي قد انطبعت عليها، حيث بها قد استفدت، وعلى ضوئها انطلقت.
وأخيراً لا أملك أمام هذه الموسوعة اللغوية إلا أن أتوجه لله بخالص الدعاء بأن يبقيها ذخراً لطلبة العلم، وأن يجعل كل ما قدمته وتقدمه في ميزان حسناتها، وأن يرضيها بما قسم لها. والله ولي التوفيق.
- شرعاء الشهري - محاضر بجامعة شقراء - تخصص: اللغة والنحو