مرت خدمة الكوت تويت في موقع تويتر بسيرة متنوعة تكشف الرغبات البشرية وكيف يرتضي المرء أن يخادع نفسه ليغطي على رغبات لا يود انكشافها باسمها وصفتها الحقيقيتين، وسنرى أن الكوت تويت قد تحولت إلى لعبة كاشفة تكشف عن سلوك التغريد في تويتر، واسم الخدمة يشير بوضوح إلى وظيفة هذه الخدمة، وهي أنها تنص على شيئين متصاحبين معا وفي آن (كوت + تويت) أي الاقتباس والتغريد معا، مما يعني أنك تستعين بتغريدة لغيرك وتغرد معها ،ولكن حدث أن كثيرا من الناس صاروا يغردون بها، وليس معها، حتى لتتحول التغريدة الأصل من تغريدة موثقة لصاحبها الأصلي إلى تغريدة منفصلة عن الأصل وتطير عبر الحساب الخاطف لها مترحلة تحت اسم وحساب الناقل في حين يبقى الأصل مجرد حساب لاحق في طرف التغريدة وكأنك ترد عليه ولست تنقل قوله.
وظلت هذه الممارسة تكتسب سوقا مشاعا لها عبر الإيهام بأن فاعلها يقتبس وليس يسرق، ولقد ضجت الاعتراضات على موقع تويتر بما إنه ترك فضاء للتحايل الثقافي وأتاح مجالا لخطف التغريدات والتلبيس في التصرف مع ادعاء الأمانة، وهي كلها مخادعة ثقافية تراضى الناس عليها وحولوها إلى مهنة تفاعلية يتمادون فيها دون رادع ذاتي ولا رادع فني من تويتر، مما يعني أن تويتر نفسها تمارس مخالفة قانونية وأخلاقية حين تترك الأمر دون تدخل منها ،وهو ما يجعلها مدانة قانونيا، كما صرح بذلك كثير من النقاد لخطاب التواصل الاجتماعي وعيوبه المكشوفة ،وبعد انتقادات كثيرة ومتصلة غيرت توتير في تصميم هذه الخدمة لكي تفرض نظاما مختلفا يجبر مستخدمي هذه الخانة بأن تظهر التغريدة الأصلية عندهم بكامل شروطها العلمية في الاقتباس وتتخلص من التدليس الذي يخلط بين الأمانة والسرقة، وهو تطور مر على ثلاث مراحل حتى استقر على صيغة منصفة من بعد زمن من التذمر والتشكي ذاك الذي جعل تويتر ساحة للسرقات بأرضية مهيأة عبر فنيات تويتر وتصور عام أن ذاك مبرر أخلاقيا بما إنه متاح فنيا، وبالتغيير الأخير تمت معالجة مشكل ثقافي وأخلاقي كانت تويتر هي المتطور الأول فيه .