أشكو لِمَنْ من أمَّتي وهُواتِي
كمْ عابثٍ مِنْهُ اختفتْ أدواتي؟!
أشكو لمن بعضُ الجهاتِ تحوَّلتْ
عَنَّي غدتْ تبهو بغير قناتي؟
رَكَنوا إلي غيري، أعيشُ غريبةً
في موطني.. لم يرفعوا راياتي!!
صِرتُ الأخيرةَ منطقاً أوَ ما دروْا
بجلالتي وجزالتي وفُراتي؟
أوَ ما دروْا أنِّى وسِعَتُ جديرةً
سُنَنَ الوجودِ ومُحْكمَ الآيات؟
وأنا التي جُلُّ العلومِ تسطَّرَتْ
بي وازدَهتْ فتفرَّعتْ لِلغات
أثريتُ كمْ مُسْتشرقٍ ومُترْجمٍ
و.. مُحقِّقٍ من خطوتي غايات!
من صلبِ [قحطانٍ] أتيتُ إنِ انتمى
عدنانُ لي فتكاملتْ لبِنَاتي
سطعَ الضِّياءُ يُذيعُ شذْواً من دمي
فغدا نماذجَ عزةٍ وثباتِ
ما للشُّمولِ فمٌ إلى الدُّنيا حكتْ
لي مصطفى مُتهَلِّلَ البَسَمات
فوقَ الكمالِ تسامقتْ روحي إلى
شهدتْ معاجمُها بحبِّ حُماتي
فتجمَّلتْ سبُلُ الضِّياءِ بحسْنِها
وتزيَّنتْ بوحاً بحُسْن نيات
هل غيرُ صوتي بالأذان مغرِّدٌ؟
وسوايَ هل يُتلى لفرضِ صلاة؟
حتى المشاعرُ ما لها قولٌ سوى
ما أتقنَتْهُ مواردي وذواتي
ليَ جملةٌ تزنُ الوجودَ، لقائلٍ
صدْقاً - بها - دربٌ إلى الجَنَّاتِ
من بابها يلجُ المُسلِّمُ شأنَه
لإلهِه وبها مُنى الأموات
شأني عظيمٌ لن يقومَ لأمَّتي
شأنٌ إذا سكتوا على كبَوَاتي
ما للفضائياتِ حيثُ أكونُ لمْ
تسلمْ من التَّهجين والهَفَوَات؟
ما للصَّحائفِ تعْتنِي بمُزاحمي
من عاشقي النَّبطيِّ واللَّهَجَات؟
أسفي أرى بعضَ المنابر تُرْتقَى
بمشوِّهٍ مِنِّي لِهدْم صِفاتي
أعداءُ دينِ اللهِ شاءوا أمَّتي
فتقصَّدوا وهْني ببون رُوَاتي
فرأيتُ من أبنائِها من شمَّروا
لمناصر الأعداءِ والحَفَلات
يتشدَّقون بما يخالفُ مَعْدِني
ويسطِّرون مُحارِباً نغَمَاتي
يا أمَّتي لن تُفلحوا أبداً إذا
ضيَّعتمُ وجهي لوجْهِ [نُفاتي]
حاموا على كوني تروا عزِّي الذي
أعلى به الماضون شأنَ حياتي
كَنْزٌ أنا من بذْلِه وُلدَ الحِمَى
والعزُّ طالَ مُبَجََّلَ الهامَاتِ
العارفون ولا سواهمْ من وعوْا
قدْري وما زالتْ بهم قُدُرَاتي
إنْ أسعدَ الأعداءَ - بعدَ تألقي-
ضَعْفٌ بوقتٍ بالغِ الحَسَراتِ
.. لي موعدٌ ولأمَّتي نسمو به
يأتي ليَهزمَ كلَّ طاغٍ عاتي
قولوا معي والفألُ يملأُُ دأبَكمْ
يا ربَّنا عجِّلْ لنا بالآتي
- منصور بن محمد دماس مذكور
dammasmm@gmail.com