زهاء مئة عام عاشها بين خمائل الأدب والفكر والشعر؛ ليكوّن حديقته الغنّاء بأزاهير المؤلفات والدواوين الشعرية في الذاكرة العربية منها: الغربال، البيادر، همس الجفون، النور والديجور، يا ابن آدم.... الخ
أسفل الإمضاء ثلاثة خطوط تمثل أهم المراحل التي مرّ بها:
1- ولادته ونشأته في قرية بسكنتا بلبنان؛ حيث درس في الجمعية الفلسطينية.
2- ذهابه إلى روسيا لإكمال دراسته الجامعية؛ حيث قرأ بنهم الأدب الروسي، مما أثر على طبيعة أعماله التي تصور الحياة الواقعية وآلام وأحلام النفس البشرية.
3- ذهابه إلى أمريكا وانضمامه للرابطة القلمية التي زرعت الروح العربية الشرقية في بلاد الغرب.
تلك المراحل الثلاث التي مرّ بها انعكست على آثاره التي تركها لنا بلغات ثلاث وتمثل النقاط التي تعلو في إمضائه، وهي: العربية والإنجليزية والروسية.
يخاطب صاحبه عن النفس فيقول:
«النفس -نفسنا- يا صاحبي هي غير الذرة وغير الأشعة الكونية، إنها مجموعة أطياف من الأحاسيس التي لا تنقاد إلى الدرس والتحليل في مختبرات العلماء؛ لذلك كان الحديث عنها مليئا بالمزالق..».
ومن أعماق روحه يخاطب ابن آدم:
«لست عظيماً لأنك شيّدت المدن الكبيرة ورفعت قبابها إلى السحاب، وزيّنتها بأروع الحدائق، والمتاحف، والمعابد والمسارح ومختلف المتاجر والفنادق والمعاهد، فسيبقى الهيكل الذي هو هيكلك أروع من كل ذلك بكثير، وسيبقى مُهندس ذلك الهيكل أبعد من متناول عقلك وسمعك وبصرك».
إمضاء ميخائيل نعيمة: حديقة غنّاء في الذاكرة العربية!
حمد الدريهم - الدلم