ماذا ستسكبُ في عينيّ يا قلمي؟
أفقتَ!
تعرفُ هذا الحزن ملء دمي؟
لمّا تزلْ في رياض الحزن أغنيتي
مشدوهةَ الوتر الغافي على ألمي
جرّبتَ أن تشتكي؟!
كلا!
فلا أملٌ
بين الأنامل يحمي لوعة الكلمِ.
موسدٌ غفلة الأحلام
ذاكرتي
بحرٌ من الوجع النامي بلا سأمِ.
أستوطن الحلم،
يمضي ثم يتركني
أنشودةً في مهاوي الروح لم تنمِ.
أنا هنا
غيمة لم تعتصر عمراً
من الرياح
ولم تمطر سوى عدمِ.
مسافر، أين؟
لا أدري ويرهقني
هذا التوحد في غيب من الوهمِ.
تلمظتْ نشوة الأحداق غارقةً
وفي المحاجر ترنو سَوْرةُ الندمِ
تغتالني!
لم أكن أمشي لتمنحني
سرّ الوجود فضاعت في دجى سقمي.
تصبو المسافات حيرى في مسالكها
تشتت لوعة الماضي فلم أقمِ
ما كنتُ أدري!
سوى أرجوحةٍ سكنت
بين الشرايين تلهو في رؤى حلمي
هل أمتطي
- أملي ما عاد يصحبني -
وهماً؟
فلم أتسلحْ مورد الهمم!
آتٍ،
تعاثرُني الآلام باسمةً
حتى عثرت فلم أبلغ مدى القممِ.
جنّت تباري،
فلم تحملْ لها علماً
إلا تكسّر في إيمائه علمي.
ماذا؟
أفقتُ وفي العينين أسئلةٌ
لم تبتسم –أبداً – من غيهب الظلم
أنختُ في مهرجان الحزن قافيتي
حتى تمزّق من أتراحه نغمي
ورحتُ أجمع أيامي فما تركت
لي الليالي سوى عينيك يا قلمي!
لم تكترث فرحتي حتى تغادرني
مأسورة
بجنون الوجد والألم
ها لوعتي خفقت
تدري بأنّ لها
في القلب موطن جرحِ غير ملتئمِ
كم روّج اليأس في آفاق أمنيتي حبّا؟
فخبتُ فلم أظفرْ ولم يدمِ!
- أحمد اللهيب