إنْ لمْ تزرْ إلاَّ لهمْ دعْني
أهملتُ كلَّ ظهورِهم إنِّي
هذا قراري -اليوم- أعلنُه
بينا فلا تجنحْ ولا أجني
لا لن أصيخَ الإنسَ إنْ شاءوا
نفياً ولا أصغي إلى الجنِّ
ما كان يُدْنينِي لهمْ ولَّى
وغدا قصيدي مشعلاً غبني
وعرفتُ للجوزاء متَّكأً
غيرَ المزوَّرِ منهمُ أعني
ما عاد يُغري منهمُ سعيٌ
ومحبةٌ موبوءةُ المنِّ
هم سرُّ إقصائي وتأخيري
وهمُ الألى لم يوصلوا بيْني
***
بعثرتُ جهدي للوفاءِ سدى
لم أدر أنَّي [ للجفا] أبني
كم جئتَنِي بسلالمٍ لاحتْ
في الصَّحوِ لي مرقى ذوي الوهن
وخدعْتنِي بمفاخرٍ بانتْ
ليستْ كم صوَّرتَ في المتن
بالغتَ في الأوصافِ ليس لها
أهلٌ فخاب بحالِهمْ ظنِّي
لم أحسبِ الدُّنيا تسير بنا
عكساً وأحلى أُنسِها يُفني
ألبسْتني كم ثوبَ ذي هونٍ
وهزلْتَ لم ترحمْ ولو سنِّي؟!
***
يا مازجاً فكري بما يُسلي
حيناً وأحياناً بما يجني
أضحى هراءُ الأمس يكويني
وسمومُه كالصِّلِّ في كوني
لم أدر أنَّ مشاعري تسمو
لمشاعرٍ تدنو بلا إذنِ
ما عندهم للصِّدقِ من حسٍّ
يشدو وما للحبِّ من يعني
لو لامسَ الإنشادُ أو حبِّي
صخراً لأصغى مُكبِراً فنِّي
تَصغي ليَ الألحانُ ما لاحتْ
لي فكرةٌ وتغارُ من لحني
لكنَّ من خاطبْتُ أخزاهمْ
ريحٌ يرى المعدومَ كالمُغني
فالعدلُ في عصري بلا [عُمَرٍ]
والصَّبرُ في عصري بلا [مَعْن]
كم غاشمٍ لم يُثْنهِ ردعٌ
ومسارعٍ بالفتكِ من جبن
ومفاخرٍ عيَّاً بما صاغتْ
كفُّ العدوِّ معطَّلَ الذِّهنِ
حتّّام نصعدُ مرتقىً وهماً
ونقول نحنُ وغيرُنا يبني؟
مولاي غفراً إنْ جنحتُ بما
سطَّرتُ إثماً حاكياً عنِّي
وصلاتك اللهمّ ما غنَّى
طيرٌ على طه له منِّي
- منصور بن محمد دماس مذكور
Dammasmm@gmail.com