يقولون إن الكلمة تموت حين تقال، لكني أرى أنها تبدأ حياتها تلك اللحظة
هناك حوارات تبقى مثل الفنجان المكسور الذي لا يمكنك عرضه مع باقي الطقم، وقد تتخلى عن الطقم كاملًا لأنه أفسد اللحظة! هذه الحوارات المبتورة تبقى «في منزلة بين منزلتين» فلا هي حية ولا هي ميتة، تنتظر وقد يطول انتظارها عبثًا!
* أفتح أبوابي كلها لأني لا أعرف متى يحل الفجر.
هل نتمتع حقًا بهذا الترف؟! هل نفتح الباب لأننا لا نعرف أو لأننا نعرف؟! يقول بورخيس إن «الباب هو الذي يختار لا المرء»! أنت متفائلة جدًا يا إميلي، الأبواب المفتوحة لا تأتي بالفجر دومًا، فالخيبة تتربص بنا عند كل كوة! سأترك بابي مواربًا في «منزلة بين منزلتين» أيضًا.
* أسكن في عالم من الاحتمالات
لكن ألسنا جميعًا كذلك؟! الحياة مثل لعبة «يانصيب» ندور جميعًا في «دولاب الحظ»، وخلال دوراننا نتحول إلى مجرد خطوط لا تتبع أي علامات واضحة، فالرأس يصير مكان الحذاء والحذاء مكان الرأس في حركة دوامية تبعث على الغثيان! هناك قلة فقط يربحون الجائزة الكبرى!
* العقل أكثر رحابة من السماء
لا أحب الطيران وتجاربي القليلة فيه كانت مريعة، عقلي هو جناحي الآمن. ربما لهذا تخليت عن البالونات مؤخرًا!
* أصدقائي هم تركتي
أعرف أني حين أودع هذا العالم لن يبقى بعدي سوى صناديق الكتب وعدد من الأصدقاء، نصفهم لا يذكر كيف يكتب اسمي والنصف الآخر يحتفظ بي في قائمة الاحتياط مثل لاعب ردئ، أعرف أني حين أودع هذا العالم سآخذ معي حملًا ثقيلًا من الخيبة!
* نحن لا نكبر بمرور الأيام، بل نصبح أكثر حداثة
يعتمد ذلك على نوعية الأيام التي تعبرنا، وغالبًا تجعلنا نبدو بالين مثل بساط رث!
*لم أملك الوقت لأكره فالقبر قد يعيقني والحياة ليست فسيحة لأنهي عداواتي.
لماذا قد يحشو المرء أيامه بكراهية مجانية وببساطة شديدة كما يحشو وسادته بالريش؟!
** ** **
- ما أشير إليه بعلامة (*) هو قول لإميلي ديكنسون.
بثينة الإبراهيم - القاهرة