كم بقلبي من لهفة وشرود
وانتظار للغائب المفقود
لا يرد الشوق العنيف حبيبا
فاشتياقي سجن قوي القيود
يتوارى خلف التجلد صب
لم يجد في حلم الهوى من جديد
فبنفسي صغيرة ذات دل
تتسلى بالوصل بعد الصدود
أفتديها بحيلتي وحلالي
لا أبالي من أجلها بحدود
هي للقلب داؤه ودواه
يفتن الروح ضربها للوعود
ذات عود تميله الريح غض
شفتاها وثغرها أنس عيد
حركتني لصبوة بعد رشدي
من محياها أستمد وقودي
لا يريح الشاكي العليل بقاء
دون قرب يقصي ركام البرود
في عروقي رغائب تبتليني
وهيام وحرقة الملهود
تتهادى في مشيها كقطاة
همسها العذب جالب للسعود
قد يعيش المرء الحياة سعيدا
إن تغاضى عن حسه بالجمود
في فراق الأحباب ليل طويل
وعذاب لا ينجلي بالصمود
ما حياتي إن عشت في ظل غيري
غير بؤس ونكسة من جمودي
إن لي في العمر القصير اتساعا
حقه أن أعيشه للحود
وقيادي لن يرتخي بل سأرنو
ماضيا في حريتي للخلود
أتغنى بكل لحن شجي
سائقا للجمال كل حشودي
وعذولي مصيره لفناء
يصطلي ناراً جهزت لحسود
ما أنا إلا شاعر صار حرا
ورمى الأسر ثائراً للعبيد
واعتصامي بالله فهو معيني
فوجودي من جود رب الوجود
- حازم الجبرين