الثقافية - محمد هليل الرويلي :
عبَّر مجموعة من المثقفين السعوديين عن آمالهم العريضة بعد تعيين وزير الثقافة والإعلام الشاب عادل الطريفي لتساهم في تعزيز الحركة الثقافية والأدبية بكافة مجالاتها المسموعة والمطبوعة والمرئية.
في البداية ذكر الأكاديمي بجامعة الملك خالد الدكتور عبد الرحمن المحيسني أن هناك جملة من الاحتياجات يتطلع لتحقيقها المثقفون من خلال وضع بنية وإستراتيجية ثقافية واضحة المعالم للعمل الثقافي في بلادنا تواكب تنمية البلد وتنطلق من رؤية وإستراتيجية المرحلة ويتم تعميمها على جميع نوافذ الثقافة بحيث يكون العمل الثقافي متحركاً بوعي في إطارها.. كما نحتاج لتعزيز التنوع الثقافي ووضع لائحة واضحة تُبنى على فعل انتخابي حقيقي وشفاف يصل من خلاله الأكفاء إلى المسئوليات الثقافية بنزاهة، ولا بأس من إعادة النظر في مشروع الأندية الأدبية وقراءة التجربة وتطويرها ووضع الخيارات البديلة في التصور كالمراكز الثقافية في ضوء لوائح تقنن اتجاه هذه المراكز الثقافية كبديل أو رديف.. مشددًا على الاستفادة من التقنية المعاصرة في بناء عمل ثقافي عربي وعالمي مشترك من خلال فتح العلاقات الثقافية مع أقطاب العمل الثقافي في العالم، حيث تضع الوزارة برنامجاً سنوياً يتم فيه استضافة الأعلام عبر الدوائر التقنية والتحاور معهم عبر محطات الأندية الأدبية المنتشرة في المملكة .
أما الشاعر محمد العطوي فقال: أولاً أُهنئ معالي الوزير الشاب عادل الطريفي بالثقة الكريمة، ونقول لمعاليه إننا نريد الكثير خصوصاً في ما يخص الأندية الأدبية.. نريد مطالبة الأندية بجدول أعمال (فعاليات) سنوي يتم الالتزام بتأديته، وتتم المحاسبة والمراقبة من قبل الوزارة.. وأن يتم سرعة البت في إنهاء لائحة الأندية الأدبية التي طال انتظارها.. وأن توضع شروط للعضوية خصوصاً في مجالس إدارات المناطق تراعي الثقافة والمنتج الأدبي كشرط. وأن يتم تسليم التبرع الملكي الأخير لإدارات الأندية «الجديدة» خصوصاً أننا في نهاية المرحلة الحالية للمجالس المنتخبة.. وأن ينظر في تفعيل فكرة المراكز الثقافية.. وأن ينظر في جائزة وطنية كبرى أو مسابقة إبداعية على غرار أمير الشعراء.. وأن يتم تركيز الفعاليات على الشباب وإبداعاتهم.
كما طالب الشاعر والروائي ماجد سليمان بتنقية المؤسسات الثقافية من سلطة الجامعات والإدارات الأكاديمية، كونها أثّرت سلباً عليها وعطّلت استمرارها وخلقت سوء علاقة بينها وبين الأدباء، واقترح أيضاً تعيين أدباء يديرون هذه المؤسسات كونهم خارجين من مدينة الأدب، لذا هم أعلم بشؤون واحتياجات أهلها.. كما يطمح لإقرار «جائزة الدولة التقديرية للأدب» ومنحها سنوياً كتشريف وتكريم لأديب سعودي.
فيما تطمح الأديبة وعالمة الآثار فاطمة البلوي لاحتواء الفكر الشاب لأنه الأقرب والقادر على احتضان الأفكار المتجددة في تحقيق الأهداف المرجوة من الإعلام في البعد عن استيراد الأفكار والمنتج الإعلامي المستهلك غير القادر على التأثير على المجتمع والخروج من بوتقة التقليد إلى ساحة الاختراع والإبداع والتأثير ومن حالة الركود والترديد إلى حالة النشاط والتجديد.. وتقصي وتبني المثقفين الحقيقيين المبعدين بقوة التسلط ممن لا يعون معنى الثقافة والأخذ بيدهم إلى ساحات وصالات العطاء ليستفيد الشارع السعودي من إنتاجهم والقضاء على الشللية التي تقبع تحت مظلة الإعلام حتى نرى حراكًا ثقافيًا واعيًا تظله وزارة الإعلام والثقافية التي تُعتبر الراعي الحقيقي للمثقفين بمعية وزيرنا الشاب، مطالبة في الوقت نفسه أن يتدخل في نشاط الأندية الأدبية القاتل للمواهب والوائد للإنتاج الأدبي لتصحيح الهدف منها بتحريك الثقافة بشكل يخدم المجتمع في إنتاج الأدباء والمثقفين الواعدين ودعمهم لشق طريقهم في ساحة الإنتاج بمساعدة الأندية الأدبية والتي أُسست من أجل هذا الهدف.
أما الكاتب أحمد الحربي فاختصر كل ما يتمناه من وزير الثقافة والإعلام بشيء واحد فقط، وهو أن يسعى لفصل الثقافة عن الإعلام وإذا استطاع فهو قدم منجزاً وطنياً يذكره التاريخ به فيما بعد.
فيما سلط الضوء الكاتب في صحيفة الوطن والشرق علي العبدلي على الصالونات الأدبية وما لعبته من دور فعال في إثراء الحركة الثقافية والأدبية وما تحمله من رسالة هامة في تثقيف المجتمع إلا أنها تحتاج إلى إعادة النظر في الكثير منها والوقوف على توجهاتها وأهدافها ووضع آلية تنظم رسالتها حتى لا تأخذ منحنى يستغله المتسلقون على الثقافة حسب أهوائهم وأفكارهم الغامضة والتي قد تنعكس سلباً في توجهها على المجتمع، حيث باتت تعزيزًا للوجاهة وتلميع الذات ودغدغة النرجسية بعيدًا عن تحقيق مكاسب ثقافية وأدبية لتشكّل بعضها عبثاً ينخر في القيمة الثقافية ويهدف لتبني أفكار ضارة بمسيرة المشهد الثقافي الذي تضرر كثيراً من أولئك المتسلقين، لذلك نأمل أن ترى هذه الصالونات الاهتمام من وزيرنا حتى تطرح رسالتها بشكل رسمي وجاد للمجتمع.. وأن تشرف وزارة الثقافة على خطتها المنبرية بتصريح في أدائها ولا يترك الحابل على النابل وبث أفكار تتنافي مع ما تهدف له الوزارة.
أما ناصر الزمل رئيس تحرير مجلة فكر الثقافية الإلكترونية فقال: هناك أمنيات كثيرة نتمنى تحقيقها في عصر الوزير الشاب، منها تفعيل دور الوزارة في الدعم اللا محدود للثقافة وللمنابر التي تُعنى بالثقافة والأدب سواء من حيث المؤسسات، أو المطبوعات الورقية، أو الإلكترونية، التي تمتاز بها المملكة العربية السعودية، التي تُعد إحدى الواجهات الثقافية لنشر الثقافة والأدب السعودي على مستوى العالم، كذلك من ضمن الأمنيات التي تهم كل مثقف أن تكون الوزارة قريبة من المثقف السعودي والدور الذي يقوم به في نشر الثقافة بهويتها السعودية سواء في المحافل الثقافية المحلية أو من خلال المحافل الثقافية في الدول العربية، كذلك نأمل من الوزير الطريفي تفعيل رابطة الكتّاب والأدباء السعوديين التي ما زالت حلماً نرجو تحقيقه، وأن يكون لها دور بارز ليس في تفعيل الأنشطة الثقافية فقط، بل الاهتمام بالكاتب والأديب السعودي.
أما الروائي عاصم الطخيس والعائد من كندا بعد إنهاء دراسته في السنيارست والإخراج السينمائي، فدفع للوزير الشاب بعدة مقترحات كدعم الشباب حديثي التخرج من الخارج ولمتخصصين في المجال الإعلامي من خلال وضع آلية معينة ومحددة لدعم مشاريع المسلسلات التلفزيونية والرقي بها لمستويات عالمية ويكون ذلك بوضع قسم لتقييم الأعمال المقدمة وفق معايير عالمية ومحترفة، وأن يتم تحديد وقت لقبول الطلبات وتقديم عرض متكامل لمحتوى النص وطبيعة المسلسل ودعم المشاريع الشابة من صنّاع الأفلام في جميع المجالات من كتّاب سيناريو، مخرجين ومنتجين ومن خلال فتح المجال للشباب لتقديم أفكارهم ورؤيتهم في عملية تطوير الوزارة وكيفية ذلك (بناءً على دراستهم التخصصية العملية) والعمل على دعم المؤلفين من الكتّاب السعوديين الشباب وتسريع إنهاء معاملاتهم وتطوير آلية فسح الكتب العربية والأجنبية والسرعة في إنهاء ذلك في وقت قصير عوضًا عن إنهائه في عدة أشهر وكذلك مقابلة ومناقشة المهتمين في المجال الإعلامي من كتّاب، مخرجين، منتجين، مذيعين وممثلين.. شريطة أن يكونوا حاصلين على شهادات معترف بها من الخارج ويكونوا حديثي تخرج.