المؤلف: كمال جبري عبهري
الناشر: دار الجنان - عمّان - 2014
يتناول الكتاب بشكل رئيسي دور الشعر في الصراع الذي احتدم في عصر النبوة بين الإسلام وخصومه.
من مقدمة المؤلف: «حين عكفت على دراسة شعر الصراع تَبَيَّنَ لي أن هذا الشعر مرتبط بالأحداث التاريخية، ومتصل بالدين الإسلامي الحنيف. ومن هنا كان لا بد من أن أسلك في دراستي هذه سبيلين متوازيتين:
أولاهما: دراسة هذا الشعر، وترصد الأحداث التي سجلها. وهذا يعني أن الجانب التاريخي في هذا البحث لا يمكن تجاوزه.
والثانية: الوقوف على هذا الشعر، ومحاولة تنقيته مما لحق به من شوائب الانتحال والوضع والطمس واختلاط النسبة، بفعل عوامل وظروف كثيرة، سنعرض لها في مواضعها. وقد استعرض المؤلف أبرز المصادر التي عنيت برواية هذا الشعر وحفظه:
أولها: كان كتاب السيرة النبوية الذي صنّفه عبد الملك بن هشام، الذي حفظ قدراً كبيراً من شعر الصراع، ثم كتاب تاريخ الأمم والملوك لمحمد بن جرير الطبري، الذي اهتم بتكوين أحداث فترة الصراع ورواية بعض أشعاره، يليه كتاب أنساب الأشراف للبلاذري الذي يحتفظ أيضاً بشعر تلك الفترة وأخبارها.
«وتطلَّبت طبيعة البحث أن نقف وقفة طويلة عند المصادر التي تعقبت أخبار شعراء الفترة، ورصدت جوانب معينة من حيواتهم، كالأغاني لأبي الفرج الأصبهاني، وكتب تراجم الصحابة كالطبقات الكبرى والاستيعاب وأُسْد الغابة والإصابة، التي عرضت بعض الجوانب المهمة لشخصيات الشعراء والأعلام الذين كان لهم دورهم في الصراع، وورَد ذكرهم في النصوص الشعرية».
أما أطراف هذا الصراع فهم: المسلمون ومشركو مكة والقبائل العربية الأخرى واليهود. وكان من الطبيعي أن يتصدّى شعراء كل طرف للدفاع عن معتقداتهم وأفكارهم، ومهاجمة خصومهم، والنيل منهم. ومن هنا، فسوف نجد أنفسنا بإزاء ثلاث طوائف من الشعراء: شعراء المدينة، شعراء مكة وشعراء القبائل واليهود.
وقد اتخذ الصراع مظهرين: مظهراً حربياً، تمثَّل في الغزوات والمعارك التي دارت رحاها بين أطراف الصراع على أرض الجزيرة. ومظهراً فكرياً تجلّى في التصدي للخصوم وتفنيد مزاعمهم، والترويج للمبادئ والمعتقدات التي يؤمن بها كل طرفٍ من هذه الأطراف المتصارعة.