المؤلف: بيتر تشارلز هوفر
ترجمة: قاسم عبده قاسم
الناشر: المركز القومي للترجمة القاهرة الصفحات: 347 صفحة من القطع العادي
كتاب يترجم إلى العربية للمرة الأولى، ويتناول موضوعًا مهمًا يتعلق بالفكر التاريخى المعاصر، وبدراسة التاريخ وتدريسه في الجامعات والمدارس الأمريكية، وهو حافل بالمعلومات المهمة في هذا المجال، تلك التي توقفنا على بعض الجوانب المتعلقة بدراسة التاريخ، وحقيقة النشر في المجلات التاريخية التي تصدرها الجمعية التاريخية الأمريكية وغيرها، كما يكشف صورة للنشر في دور النشر أو مطابع الجامعات؛ وحالات الغش والكذب والانتحال الشهيرة في تاريخ الجامعات الأمريكية.
يقول الكاتب: «إن للمؤرخين شؤونهم السياسية الخاصة، كما أن السياسيين يستغلون التاريخ طوال الوقت، موضحًا «أن المؤرخين ليسوا مجرد باحثين أو مدرسين، بل هم باعة أرصفة ومروجو بضائع ويضيف: «من الحماقة أن نبحث في التاريخ ونكتبه؛ حيث إنه لا توجد حقائق راسخة في التاريخ، بل يمكن القول دون مبالغة إن الحقائق حتى أشدها وضوحًا نسبية في المقام الأول، وهي معرضة للتصحيح كلما تقدم البحث التاريخى، وحين الكشف عن سجلات ووثائق لم تكن ظهرت بعد حين كتب المؤرخ - أيًا كان - تدوينته التاريخية.
مؤكدًا أن على علم التاريخ نفسه أن يتطور بالشكل الذي يلبي حاجة الأمم والأفراد إليه، فلم يعد التاريخ رهين قاعات الدرس في المدارس والجامعات، أو صفحات الكتب والمجلات، أو المناقشات في الندوات والمؤتمرات، بل خرج إلى الناس مسموعًا على أثير الإذاعة على شكل دروس ومسلسلات درامية تمزج بين الحقيقة والخيال.
ويعلق المترجم: «معنى هذا أننا لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن ندرس التاريخ البشري كله مرة واحدة تحت أي ظرف من الظروف، ومهما كانت أعداد المؤرخين الذين يقومون بهذه الدراسة؛ ذلك لأن دراسة التاريخ أشبه بدراسة المياه التي يحملها النهر».
ويشرح في مقدمته؛»أن الفكرة التي روّج لها المؤلف وهي أن «التاريخ مستحيل» يقصد بها أننا لا يمكن العودة بالتاريخ للوراء لكي نشاهد التاريخ مرة أخرى وهذا حقيقي إلى درجة كبيرة، ولكن الطريقة التي تم بها تناول الكتاب تثير الدهشة وتدعو للتأمل؛ لأن الماضي بالفعل لا يمكن استعادته».
كل ذلك وقضايا متشابكة تتعلق بكتابة التاريخ وتدريسه في المدارس والجامعات الأمريكية؛ يطرحها المؤلف في تسعة فصول مستقلة.