الطمع الطبيعي:
ثمة شجاعة في حقيقتها، تجعلك لا تبدو جبانًا وفقط، كما في قصة ضابط الشرطة الذي قتل الفيل المتوحش، في مقالة: «Shooting an Elephant» لجورج أورويل. القيم والمبادئ التي تخلط نفسها بنقائضها، دائمًا ما يكون مقاس نياتها وتأويلات أصحابها بالمقاس «لارج»! ويعاني أصحابها من الطمع الطبيعي لتبعات كهذه. أقرب للصورة المنفوحة، والكذبة التي يكذبونها، لكن دون أن يصدقوها هذه المرة؛ لأن التغيير الفيزيائي لا يغير التركيب الأساسي للمادة؛ فيبقى محتفظًا بخواصه، كما علمتنا الفيزياء الطيِّبة!
(x،o) كبيرة:
حين انفصال الفعل من الوعي1، واتجاهه نحو ردة الفعل في الوعي2، فإن كل ما بينهما هو الذي ملأ القانون النيوتني: «لكل فعل رد فعل...» بكل أثقال هذا الرد، حتى لو كان صمتًا. لا شيء يمكنه العمل بجدوى الكفتين الرابحتين هذه وبهذا المقتضى؛ فثمة ما ينقص دائماً، وفي حالات كثيرة تخصني على الأقل؛ مما يريبني أحياناً في قدرات الفيزياء الطيِّبة أيضاً.. إلا أنها بالتأكيدات ستظل معاكسة - لهذا الذي ينقص - في الاتجاه؛ فكل مشاهداتي وما أتوصل إليه - غالبًا - هو غَلَّة لعبة (x،o) يومية كبيرة.
في أوانٍ مناسب:
يقول أحد أصدقائي الصغار بفصحى مقضومة: «صديقي دائمًا يخربط في التفكير»!
حسنًا يا صديقنا الصغير، ثمة «خربطة» كلاسيكية، وأخرى عائمة بلا محور، وثالثة لا تكون في أي محل آخر؛ من النوع الذي يمارس وصولاً لا يحين في أواناته المناسبة، فيما يخصنا نحن الذين جاوزنا أعمارنا فجأة، وسبقناها. هذه «الخربطة» واجبة، ومعلبة ذاتيًا بصيغة لا تفرض اعتذارًا أبدًا، وفي كل مراحل تَصيُّراتها.
أستطيعُ أن أقول لصديقنا الصغير إنه يجب عليه أن «يُخَرْبط» كثيراً هو الآخر؛ حتى يصل خفيفًا، وفي أوانٍ مناسب.
(كدائماً):
من البسيط المضحك، أن يقال لك: «تمضية وقت» أو «اشغل وقت فراغك»!
الوقت/ الزمن ليس فارغًا ليُشْغَل، أو أن يُدْفَع ليمضي. الوقت هو المسار الذي يحمل الحياة، ويدور بها أو بالتبادل. المُدْرَك الذي لا يمكن إدراكه على نحو حاد. وتعبئته بشيء كفراغ! إذ لا يمكن أن يحمل الوقت فراغاً! الشيء الذي لا يمكن تخزينه، كما يقول الكاتب الروسي: بيتوتر يندانف، من مقالة بعنوان: (المال والزمن: الشيء الذي ننفقه) يقول: «.... المال يمكن تخزينه، أما الوقت فيمكن إنفاقه فقط». ولعلي أضيف بأن الوقت أشبه بالهواء وفرة في الوجود، وأنه يتكون من غازات، كما هو الحال في الهواء والماء! ويشُح ويندر في حال مذاكرة معرفة ما، أو اختبار (تسميعي) (كدائمًا)!
نورة المطلق - الرياض