يثور بين الحين والآخر نقد الموروث الفقهي لدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.. ويطلق النقاد مصطلح «الوهابية» كتسمية لهذه الدعوة والذي أزعج مريديها مدعين بأن الهدف من هذا المصطلح هو الإساءه والتحجيم لدعوة الإمام! في الحقيقة لا أجد حرجا من هذه التسمية كونه درج عبر التاريخ إطلاق التسميات المختصرة لبعض الفرق والطوائف والمذاهب كالحنابلة والحنفية والشافعية, لذلك ابتداءا يجب علينا أن نتصالح مع المصطلح لننتقل إلى نقاط أكثر أهمية.
وعوداً للموضوع محل النقاش فلو افترضنا «جدلا» أنه يوجد للإمام محمد بعض الفتاوى التكفيرية لبعض الفرق والطوائف فإنها ستكون حبيسة تلك الحقبة التي أنتجت بها إذا استشعرنا الظروف التي نشأت عليها الدولة في مرحلة «تمأسس الدولة» مقارنة بالنشأة الدموية لباقي الدول عبر التاريخ.
من الواضح أن نقاد الخطاب الإسلامي قد جعل البعض منهم نقد الموروث الديني للدعوة الوهابية وسيلة لغاية النقد السياسي للمملكة، وبالتالي مناقشة مآلات ورؤى السياسة السعودية!
أتفهم أن يكون أبطال مسرحية «اللطم» بعض المعارضين كون المرحلة السياسية التي تمر بها البلد تقتضي منهم زيادة الصراخ والنداءات ورمي التهم !!
ولكن المؤذي من فقرات هذه المسرحية هو صعود بعض أبناء البلد على خشبة المسرح مشاهدين أو مؤيدين «حماقة» معتقدين أنهم ليسوا إلا نقاد موروث يريدون تجديده !
لا بأس بالنقد وأنادي بتوسيع دائرته ولكن النقد البناء الذي يراعي ظروف المرحلة؛ فالرؤية الحقيقية تحتاج الوقت الجيد لطرحها وإلا فستكون من سقط الكلام !
وعلى النقيض تماما هناك من مريدي مدرسة الإمام من يستحضر النصوص التي كانت في حِقب معينة محصورة في أحداث عصرها ويستشهد بها ليزيد من تمزيق الوحدة الوطنية سواءا برمي التهم على بعض الطوائف التي أصبحت إحدى «مكونات» المجتمع السعودي وركيزة من ركائز استقراره.
أخيرا : من يصاب بآفة التكفير فإنه لو تتبع باقي الديانات السماوية سيجد له مداخل للتكفير كثيرة وسيتطور به الحال إلى أن يجتز نصوص القرآن ويوظفها في غير محلها, وشواهد التاريخ كثيرة حتى وصل حال البعض إلى مناقشة حقيقة وقوع الرسول صلى الله عليه وسلم بالكفر عياذا بالله !.
خليل الذيابي - الرياض