تدخل من الباب الكبير ويداها في جيوب بزّتها الوردية،تجرّ قدميها المتعبتين،تنظر إلى الساعة.. مازال الصباح في بداياته الفتية، والنسمات الباردة خارجاً تُزيح عن كاهلها ضجَر الليل الذي مرّ رتيبا.. غريبٌ كيف أن الروح تُثقل الجسد المشاكس، والخطواتِ التي تلتهم الطريق تتعثر مرغمةً بالإسفلت الكاتم للصوت؟!. تُزيح بقدمها المكنسة المستندة إلى الحائط، وتقف أمامها كأنما تلومها على كونها جمادا لا يشعر و لا يملُّ من كنْس الرُّواق، تنظر حولها في استسلام.. الفوضى تعمّ المكان، ويومها سيكون طويلا متعِبا، والتوبيخ شيء لابد منه،لا يهم إن كانت مرهقة، الأهم أن تلمّع الجدران، وتبدوَ الغرف بحالة جيدة..
تقول رفيقتها:إنهنّ يشبهنَ النحل، غير أن النحل يعمل وبطونه ممتلئة، بينما هنّ يصارعنَ الجوع إلى حين انتهاء دوامهنّ..
تهمس إليها: لا يحق للعبيد أن يتذمّروا!
- عبدالله بن سُنكر
@binsunkr