المؤلف: إيان ألموند
ترجمة: زينة إدريس
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون-مركز التعريب والبرمجة
الصفحات: 295 صفحة من القطع العادي
في تعريف الكتاب:
«عندما سقط الجنود الإنكليز والأتراك جنباً إلى جنب في ساحات القتال في شبه جزيرة القرم، لم تكن تلك هي المرّة الأولى التي تسيل فيها دماء مسيحيين ومسلمين وتمتزج في قتال ضدّ عدوّ مشترك، يكثر الحديث اليوم عن «صراع الحضارات»، وعن هوّة لا يمكن ردمها بين العالمين الإسلامي والمسيحي. لكن، في هذا الكتاب الجريء والثوري، يُظهر إيان ألموند أنّه في أوروبا - أي في قلب الغرب - لطالما كان المسلمون والمسيحيون رفاق سلاح، وتحالفوا تكراراً لشنّ حروب ضدّ مسلمين ومسيحيين آخرين. فبينما نقرأ عن المعارك الوحشية والحصارات الطويلة وأعمال البطولة الفردية العديدة، نكتشف أنّ قوّات عربية احتشدت بالآلاف تحت راية إمبراطور مسيحي خارج أسوار فيرونا، كما نجد أنّ مسلمين أندلسيين تكاتفوا مع جيرانهم الكتلانيين المسيحيين أثناء معارضتهم للقشتاليين، ونسمع عن يونانيين وأتراك شكّلوا حصناً منيعاً ضدّ الصرب والبلغار؛ عدوّهم المشترك.
وأخيراً، نقرأ في الكتاب عن عشرات آلاف المجريين البروتستانت الذين ساعدوا العثمانيين في زحفهم المخيف على فيينا المسيحية.
كما يُظهر المؤلف، إنّ فكرة وجود تعارض قديم بين «أوروبا المسيحية» و»اللا أوروبا المسلمة» تشوّه على نحو فاضح وقائع تاريخ غنيّ، ومعقّد ومشترك قبل أيّ شيء. فالدبلوماسيات المتغيّرة، والمصالح الذاتية البراغماتية، والسياسة الواقعية هي التي أملت تلك التحالفات بين الديانتين، وليس الجهاد أو الحرب الدينية. ولهذه الرؤية انعكاسات عميقة على فهمنا للسياسة العالمية، والشؤون الحالية، فضلاً عن التاريخ الديني والشكل المستقبلي لأوروبا.».