أَخِي إنَّ حَزْماً فَعَزْماً وَجَبْ
قَرَارٌ قَد اتَّخَذَتْه العَرَبْ
قَرَارٌ يُتَرْجِمُه مَجْدُهُمْ
مِن الجَوِّ وَاقِعَةً مِنْ لَهَبْ
فَلا تَتَعَجَّبْ وَوَاقِعُهُمْ
مِن الشَّكِ يَدْعُو إِلَيْه العَجَبْ
فَمَا ذَاكَ بَوحٌ بِأُمْنِيَةٍ
مَقالاً يُحَرِّرُه مَنْ كَتَبْ
وَمَا جَاءَ قَوْلاً لِدَاعِيَةٍ
دَعَا فِيْه فِي جُمْعَةٍ أَو خَطَبْ
وَمَا كَانَ شِعْراً يُلَحِّنُه
أَدِيْبٌ خَيَالاً بِوَقْعِ الطَّرَبْ
وَلا نَبَأً طَافَ شَائِعةً
أَتَانَا بِهَا فَاسِقٌ قَدْ كَذَبْ
وَلا قِيْلَ رَأْياً بِبَرنَامَجٍ
يُعَاكِسُ رَأْياً لأَهْلِ الرِّيَبْ
إِذَا كَانَ ذَلِكَ مِمَّا انْتَفَى
إِذاً لا تَسَلْنِي أَخِي مَا اللَّجَبْ؟
وَلَكِنْ سَل الحَزْمَ عَنْ عَزْمَةٍ
لِسَلْمَانَ يَسْعَى بِهَا لِلْأَرَبْ
فَإِنِّي بِرَغْمِ انْبِهَارِي بِمَا
تَسَاءَلْتَ عَنْه عَرَفْتُ السَّبَبْ
فَعَاصِفَةُ الحَزْمِ هَبَّ بِهَا
عَلَى خَائِنِ العَهْدِ حِيْنَ انْقَلَبْ
فَسَانَدَ حُوْثِيَّ صَعْدَتِه
عَلَى اليَمَنِ الوَطَنِ المُغْتَصَبْ
فَهَيَّأَ لِلفُرْسِ أَطْمَاعَهُمْ
نُفُوذاً يُطَوِّقُ أَرْضَ العَرَبْ
فَبَيْرُوتَ بَغْدَادُ مِنْ بَعْدِهَا
بَغَوا فِيْهُمَا فَاسْتَثَارُوا الشَّغَبْ
وَجَاءَتْ دِمَشْقُ كَثَالِثَةٍ
بِهَيْمَنَة الفُرْسِ تَنْعَى حَلَبْ
أَخِي إنَّ إِيْرَانَ فِي غَيِّهَا
تَمَادَتْ فَحُقَّ عَلَيْهَا الغَضَبْ
هُمُ الفِرْسُ مَاجُوا بِأَحْقَادِهِمْ
فَغَابَ الحِجَا وَاسْتَجَابَ العَصَبْ
لَعَلَّ الزَّمَانَ يُذَكِّرُهُمْ
بِمَا كَانَ فِيْمَا مَضَى وَاحْتَجَبْ
فَذُو القَارِ يَومٌ عَلَيْهِمْ لَنَا
وَفِي القَادِسيَّةِ ذَاقُوا العَطَبْ
تَهَاوَتْ لَهُمْ حِيْنَهَا دَولَةٌ
وَنَارُ المَجُوسِ خَبَتْ فِي الحَطَبْ
فَإسْلامُنَا حَلَّ فِي أَرضِهِمْ
بِدِيْنٍ وَحُكْمٍ لَنَا مُكْتَسَبْ
لَقَدْ فَسَّرُوا الحِلْمَ ضَعْفاً بِنَا
فَكَيْفَ بِهِمْ بَعْدَ صَبْرٍ نَضَبْ؟
فَعَاصِفَةُ الحَزْمِ مِنْ عَزْمِنَا
تَهُبُّ عَلَيْهِمْ بِكُلِّ الكُرَبْ
سُعُودِيَّةٌ فِي قِيَادَتِهَا
خَلِيْجِيَّةٌ هَدَفاً مُرْتَقَبْ
فَطَنْبُ الإمَارَاتِ مِن بَعْدِهَا
تُنَادِي مُحَمَّرَةً للعَرَبْ
إِذَا العَرَبُ اتَّحَدُوا أُمَّةً
فَبِالحَزْمِ لاَ وَطَنٌ مُسْتَلَبْ
فَسَلْمَانُ كَوَّنَهَا قُوَةً
مِن الحَزْمِ تَحْمِي الحِمَى وَالأَرَبْ
فَقُلْ لِلمَلالِي بِحَوزَتِهِمْ
بِأنَّ الحِوَارَ يَحُوزُ الطَّلَبْ
- د. عبدالرحمن عبدالله الواصل