يا طفلَ صنعاءَ لا تحْزَنْ بمن ذهبوا
نفديكَ، كلُّ (خليجي) لِليتِيمِ أبُ
إنَّا حَزِنَّا لِمَن هانوا فأصْبحَ في
صنعاءَ لا شيءَ إلاَّ الآهُ والشَّغبُ!
مَنِ اليمانيُّ؟ قالوا: نحنُ ما نجحوا
بذي الإجابةِ بلْ مِنْ حُمْقِهِمْ رَسِبوا
ليس اليمانيُّ من يسعى لذلَّتِه
بل اليمانيُّ من تسمو به الرُّتَبُ
لنْ يرْمِدَ الحِقدُ مِنْ إيرانَ، كيف ومِنْ
أعْرابِنا - ما يَرِدْ إشعَالَه- الحَطَبُ؟!
باعوا عروبتَهمْ من فارسٍ طمعاً
فأين همْ حينما لم يَنفعِ الكذِبُ؟
وأين همْ حينما عدَّى الحِزامُ بهمْ
إبطَ النُّهَى غَضََباً فاستُحْسِنَ الهَرَبُ؟
حتَّى التَّأسُّفُ أبدى من مساوئِْهِمْ
تأسُّفاً وأعابَ العيبُ و.. العَجَبُ
للظَّالمين نِهاياتٌ إذا اقتربَتْ
خابوا فلنْ ينفعَ التَّضْليلُ والخُطَبُ
أذنابُ طهرانَ ما للبَغيِِ عِندَهمُ
حَدٌّ وللبغْيِ في تأريخِهمْ شُعَبُ
بالدَّجلِ كم أفْسَدوا بالجَهْلِ كم شوَّهُوا
بالزوُّرِ كم ضلَّلوا عقلاً وكم نَهِبوا
للفرسِ لَهْثٌ وراءَ العُرْبِ منْ زمنٍ
..صنعاءُ ما خلْفُ (صنعا) يلهثُ العربُ (2)
إذا الوفاءُ شِعارُ اليَعْرُبيِّ فمَنْ
لبُّوكِ مَعدِنُهمْ عندَ الحِمَى ذهَبُ
إقدامُهمْ نجدةٌ لم تخشَ مُسْتَعْمِراً
إذا تصدَّى لها - لاشكَّ- ينْسَحِبُ (3)
هَبَّوا لنصْرِكِ (يا صنعا) وفي دمِهمْ
أواصرٌ، كلُّهمْ للخيرِ مُنجَذِبُ
صاروا كبَعْضِكِ لمَّا جئتِ شاكيةً
وكلُّ حيٍّ إلى صنعاءَ ينتسبُ
نهواكِ بلقيسَ تسْبِينا حضارتُها
وعزْمَ تبَّعَ لم يجفخْ بهِ خَبَبُ (4)
نهواكِ فاتنةً نهواكِ شامخةً
نهواكِ أنشودةً يحلو بها الطَّرَبُ
كلُّ الجِهاتِ عن الحسْناءِ ذائدةٌ
فكلُّ أصلٍ له من دَوْحِها حسبُ
حسناؤنا أنتِ، من يقصُدْكِ.. أيُّ (سما)
تظلُّه؟ أيُّ أرضٍ صدْرُها رَحَبُ؟
كلُّ المساحاتِ حتَّى تأْنسِي لَهَبٌ
وكلُّ جَوٍّ على راحاتِه شهُبُ
لكِ السَّلامةُ مِنْ هَجْمَاتِ عاصفةٍ
ولِلمُخرِّبِ مِنْ هَجْماتِها الْكُرَبُ
لا تفزعي من عداءِ الخارجين على
نصِّ القوانين إنَّ النَّصرَ مُقْترِبُ
لَسَوفَ نأتيكِ رغمَ الفُرْسِ آمنةً
وما لهمْ فيكِ لا رأسٌ ولا ذنبُ
ميعادُنا الصَّومَ قالتْ: وهي ذرافةٌ
شوقاً- رجوتُكَ سِرْ ميعادُنا رَجَبُ
من رامَ صنعاءَ أو رامَ الوفاءَ له
مِنْ حَزْمِ أهلِ الخليج الخُسْرُ والعَطَبُ
قولي لمن ينقلُ الفوضى إلى عدنٍ
لنْ تبلغَ القصْدَ دون المُشتهى لَهَبُ
ما أبعدَ (البابَ) - بئس الطَّامعون- على
أعتى شواربهم، فالبُعْدُ ما طلبوا (5)
أهدافُ إيرانَ لا تخفى على أحدٍ
لكنَّ أذنابَه لم تُخْفِها حُجُبُ
لقدْ طغوا فاستحَثَّ الحِلْمُ حلْمَهمُ
فلم يجيبوا فأمضى بعضَ ما يَجِبُ
للحزْمِ عاصِفةٌ تُرْدِي، بعِزَّتِها
لن يستقيمَ لإيرانٍ غداً أرَبُ
ما أعظمَ العُرْبَ إقْداماً إذا هَجَمُوا
وما أشدَّهُمُ بَأْساً إذا غَضِبوا!!
في مهبطِ الوحيِ أرقامٌ مُمَيَّزةٌ
مُنذُ انتهتْ من قُرَانٍ شاملٍ كُتُبُ
له الوفاءٌ شعارٌ والإباءُ دمٌ
مُؤَصَّلٌ وشموخٌ دونه السُّحُبُ
تسَلْسُلٌ حُكْمُ أمجادٍ ومفْخَرةٍ
لم تنقطعْ ما ارتوَتْ من نورِها الهُدُبُ
فاليومَ نحنُ سعوديُّون عِزَّتُنا
دينٌ وغيثٌ من الرَّحمنِ ينسَكِبُ
وحاكمٌ ضِيغمٌ أخزى بحِنْكتِهِ
وعزْمِهِ غزْوَ طمَّاعٍ بغزْوِ (غَبِي)
.. سلمان قال - وحُبُّ الخيرِ يَمْلؤُه-
أبْشرْ فللجار نحنُ الجودُ والنَّسَبُ
فشنَّ عاصِفةً للجار منقِذةً
لكي يعودَ - لِحُكمِ الشَّرْعِ- مُنْقَلَبُ
مولايَ لا تُبْقِ من إيرانَ ذا فتنٍ
كي لا يُرَى- بَعْدَ حَزْمِ (الأوفيا)- عَقِبُ
** ** **
الهامش
1- من وحي أحداث اليمن
2- معارضة لبيت الشاعر اليمني عبد الله البردوني - رحمه الله-:
حبيب وافيت من صنعاء يحملني
نسرٌ وخلف ضلوعي يلهث العرب
3- معارضة لبيت الشاعر اليمني عبد الله البردوني - رحمه الله-:
حكَّامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا
وإن تصدى له المستعمر انسحبوا
4- تبَّع لقبٌ كان يُطلق على كلَِّ بلاد اليمن، كذلك كان يطلق على ناس من قحطان سكنوا اليمن عُرفوا بقوم تبَّع
5- باب المندب
- منصور بن محمد دماس مذكور