1- لا تقتربوا من ثياب الغريب؛ فهي أثقل من غيرها؛ إنها راشحة بغيوم الأهل والبيت والأصدقاء؛ لذا ستظل معلقة في العتمة. ثياب الغريب مثقلة بالمواسم كلها.
2- يتنكر الغريب في هيئات مختلفة؛ ليواري حزنه عن الناس، لكن أنى له أن يخفي تلك الوديان وحمامة الرحيل عالقة في عينيه؟ بلاد الله مقفرة تحت نظرة الغريب.
3- أحياناً يشكّل الغريب صدفة سميكة من الخارج؛ ليحمي عود النعناع الغض في داخله. ما أكثر الأسوار التي يصيح من خلفها: أواه يا هذا الملح! خذوني إلى أهلي أو امنحوني تابوتاً إلى أرض لا يسافر أهلها.
4- الغريب لا ينجو من ظله؛ إذ تسقط غمامة مائلة، ينحفر سوادها على الأرض. ظل الغريب طائر الفحم وعباءة الموت.
5- هل يزدهر إرث الغربة إلا بالحقائب الدبقة مفتوحة على وحشة الموانئ.
6- مكر الغريب له ما يبرره. المقيم في العراء يتلون، وينبت الشوك على جسده، أو يصبح ديكاً حائراً، يسيل الخوف من عرفه، فيطلق قهقهات ينقشع منها العدم.
7- حديث الغريب مسكون بالصبوات؛ إذ يحلم ويروي سيرته التي لم يشهد عليها شخص ما. إن السيرة الخصبة بجمالها ومرضها فاقدة للشهود، لا تملك سنداً أو قاعدة.
8- مهما التفتنا ليس هناك إلا الدهر، وهذه الصورة التي تظهر إلى ما لا نهاية! النسيان يا الله، صرنا نبحث عن غريب لا ينادى عليه، ولا ينتظره أحد.
9- الرحلة غريبة على كل حال، بين خطوة وأخرى: يسقط وجه الغريب على الأرض فيلتقطه ثم يسقط من جديد. الوجه ينهار أولاً.
10- صلاة الغريب خفيفة وصاعدة كالطائر المبكر مع الفجر أو شمس أول الضحى.
زياد السالم - الجوف