تشرفت بحضور مناسبة افتتاح معرض الكتاب بالرياض لهذا العام 1436هـ وحضرت العديد من فعالياته الثقافية. جذب اهتمامي وإعجابي بكل أعضاء اللجان المسؤولة عن المعرض بدءا من الشباب الذين استقبلونا في المطار، ثم نقلنا من الفندق حتى المعرض والعكس. وتواجدهم الدائم بالفندق وتحقيق كل احتياجاتنا والترحيب بنا، والحفاوة والتقدير منهم لنا. شباب سعودي نعتز ونفتخر بهم. وكعادتي أقوم بكتابة مقال سنوي اجتهادي عن المعرض ومن أفكاري وآرائي وملاحظاتي عن معرض هذا العام هي:
1/ أرى أن تكون مناسبة افتتاح معرض الكتاب القادم في مدينة جدة على نظام.. (الأستديو)..، بحيث تكون فقرات مناسبة الافتتاح مختصرة ومنظمة وهادفة، فمثلاً أرى استضافة أحد الفائزين بجائزة نوبل في عام المعرض أو أحد الجوائز العالمية التقديرية مثل:
1/1 جائزة الملك فيصل العالمية.
1/2 جائزة الدولة التقديرية بمصر.
1/3 جوائز دول المغرب العربي.
1/4 جوائز دول أمريكا اللاتينية.
1/5 جوائز دول الخليج العربي مثل جائزة البابطين بالكويت وجوائز دولة الإمارات العربية.
2/ أرى أنه لا داعي لمن يفتتح مناسبة المعرض أن يقوم بجولة ميدانية على صالات المعرض لأن ذلك يترتب عليه إرباك أمني وتضييق على ضيوف ومرتادي المعرض.
3/ أرى أن يستضاف في حفل الافتتاح عشرة طلاب مميزين علمياً وفكرياً ونشاطياً ويكونوا من طلاب التعليم العام بحيث يتم دعوة عشرة طلاب من المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية ليكونوا مشاركين في فعاليات المناسبة.
4/ أرى من الضروري سرعة تغيير اللجنة الثقافية بصورة دائمة بحيث يكون لكل معرض لجنته الثقافية. ويكون أعضاؤها من جميع جهات بلادنا الجغرافية.
5/ ضرورة الإسراع بصرف كل المستحقات المالية السابقة والحالية لكل أعضاء لجان المعرض بمجرد انتهاء آخر أيام المعرض. فعدم صرف المستحقات المالية أصبح لغزا كبيرا بوزارة الثقافة والإعلام. ولم يشرح سعادة المشرف العام على الشئون المالية والإدارية الأستاذ سعدون السعدون الأسباب الحقيقية وراء عدم الصرف الفوري لتلك اللجان. والتي يبذل عناصرها وأفرادها كل الجهود لإنجاح المناسبة. بل إنهم العمود الفقري لنجاح المعرض.
6/ ضرورة تحديث وتغيير القضايا والموضوعات التي تناقش في هذه المناسبة بحيث تكون قريبة جداً من الواقع المحلي والإقليمي والدولي، مثل: قضية العلاقة الطردية بين الحاكم والمحكوم بالدول العربية، وقضية الأمن الفكري، وقضية سيطرة وسائل التواصل وثقافتها على عقول الشعب السعودي واعتمادها كثقافة صادقة وحقيقية وغيرها. والقضايا التي فرضت وتفرض علينا تحديات حقيقية، ورهانات مستجدة ودائمة.
7/ اختيار عشر شخصيات من الكتاب والمفكرين والمثقفين رجال ونساءاً من الذين عرضت مؤلفاتهم بالمعرض لمناقشة أحد مؤلفاتهم أمام الناس. والأفضل أن يكون للكتب الأحدث صدوراً، بحيث يتم ذلك في إحدى القاعات لحضور أكبر عدد من الجمهور، مع فتح باب النقاش لكل ضيف لمدة ربع ساعة.
8/ وضع لجنة استقبال منظمة في مطار المدينة التي تستضيف المعرض وتكون على مستوى من حسن المعاملة والرقي في السلوكيات، وأرى أن تسند لإحدى الشركات المتخصصة في مجال العلاقات العامة. والاستفادة من خبرات وزارة الحرس الوطني في هذا الجانب.
9/ تخصيص أعداد كبيرة من السيارات لنقل ضيوف المعرض والعكس، وخاصة الحافلات الكبيرة المخصصة لنقل الضيوف من السكن إلى موقع المعرض. فلقد تعبنا في هذا العام من مستوى الحافلات غير اللائق. فالكراسي كانت صغيرة وضيقة وأظنها من الحافلات التي كانت مخصصة لنقل طلاب المرحلة الابتدائية.
10/ من الضروري جداً والمهم تغيير أسماء الشخصيات المدعوة من خارج المملكة العربية السعودية لحضور المناسبة. فلقد حفظتهم عن ظهر قلب، ومعظمهم لا يعرفون.. (الوفاء).. لهذا الوطن. فلم أقرأ لهم مقالات صحافية تشيد بجهود بلادنا في هذا المجال ونقل مشاهدتهم لإعلام بلادهم ونقل صورنا الثقافية والحضارية. وأعتقد أن هذا الأسلوب وهو ضيافة كتاب ومثقفين لحضور مناسباتنا أسلوب عقيم وغير مجد ومهدر للمال العام. وفي المقابل لم أعرف أية دولة عربية تستضيفنا وتجلسنا بالمقاعد الأمامية لمناسباتها، فنحن نحضر المناسبات وعلى حسابنا الخاص وجهودنا الذاتية.
11/ لاحظت كغيري أن أكبر عدد من الحضور هم من باب المجاملات والمحسوبيات، فالوزير له ضيوفه والنائب له ضيوفه والوكلاء لهم ضيوفهم وصداقاتهم. هذا أسلوب يجب التخلص منه، فهو أسلوب تقليدي وقديم وغير مجد.
12/ لاحظت أن القائمين على تنظيم حفل الافتتاح همهم الأول هو حجز وتخصيص أماكن ومقاعد بالصف الأول لوكلاء الوزارة وكل وكيل وضع بعض موظفيه حوله وكأنهم (بودي جارد) لا يسمحون لأحد أن يجلس فوق مقاعدهم.
13/ لاحظت أن الأسماء التي أطلقت على ممرات المعرض تم التغافل عن اسم مكة المكرمة وحاراتها وأزقتها، وأماكنها الأثرية والتاريخية، لم أفهم سبب هذا التغافل والإهمال. هل هو مقصود، أم وقع بحسن نية ؟.
14/ آمل أن تعلق لوحات فنية بارزة ذات ألوان محددة يرسم عليها صورة أديب وكاتب ومفكر ومثقف سعودي ليكون علامة حضارية بالمعرض، حيث يكتب عليها جادة حسن عواد، إبراهيم فودة، أحمد عبدالغفور عطار، حمد الجاسر، عبد الله بن خميس، حسين عرب، أحمد جمال وغيرهم من نخب الفكر والثقافة السعودية.
15/ كم سرني، وفرحت لموافقة المقام السامي الكريم على أن يكون معرض الكتاب القادم بمدينة جدة. وهذا الطلب أنا أول من طلبه وللتأكد من ذلك أرجو الرجوع إلى قراءة مقالاتي عن معرض الكتاب السابقة والتي نشرت بجريدة الجزيرة بالمجلة الثقافية وغيرها، فهذه الفكرة والموافقة عليها هي تفكير حضاري.
16/ لاحظت في هذا العام أن دولة جنوب أفريقيا أثناء تقديم العرض عنها كانت مفتخرة بزعيمها العالمي (نيلسون مانديلا)..، فلابد من تكريم من لهم دور إصلاحي وطني وتنويري، فإن فعلنا ستكون بلادنا هي القدوة الحسنة لكل دول العالم ولتؤكد أنها دولة حضارية. مع ضرورة تكريم المتوفين والأحياء.
17/ أرى ضرورة الاتفاق مع معظم وسائل الإعلام العالمية والقنوات الفضائية لنقل افتتاح المعرض وفعالياته وحركاته وحراكه وإبراز كوادره الفكرية والثقافية ونقاشاته الحوار، حتى لو كان تحت غطاء.. (مادة إعلانية)..، فمثل هذه المناسبات المهمة من الضروري أن يعرف العالم صورتنا الثقافية.
18/ أقترح أن يكون موعد افتتاح المعرض الساعة العاشرة صباحاً، وليس من الضروري أن يكون حفل الافتتاح في الفترة المسائية، لابد من التخلص من الأفكار التقليدية، وليس شرطاً أن يحضر حفل الافتتاح المسئولون فحضورهم غير مبرر. وتضييع لوقتهم وجهودهم.
19/ ضرورة وضع حدود واضحة لمهام ومسؤوليات منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم السماح لهم بالتدخل في كل كبيرة وصغيرة بالمعرض مثلما قام بعضهم هذا العام بمنع دخول من يرتدي.. (البنطلون)..، وكأننا بهذا التصرف نمنع الوافدين من الدخول لفعالياتنا الثقافية، فنحن نسافر ونحضر معارض كتاب دولية مثل معرض الكتاب بالقاهرة وندخل بالزي السعودي فلم يمنعنا أي أحد من الدخول. فلماذا هذا الغلو؟ ولماذا مازلنا نمارس التشدد حتى في أبسط الفعاليات. فالعسكري المرافق لعناصر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يرتدي البنطلون، فكيف نقبل ببنطلون العسكري، ونرفض بنطلون الوافد؟. إنه التناقض في السلوك والفكر والإجراء. وفعاليات مثل معرض الكتاب لا تحتاج لمثل هذا التشدد والغلو.
20/ الحادث الذي وقع أثناء محاضرة زميلنا الدكتور معجب الزهراني وما وقع من هرج ومرج وخروج على الأخلاق العامة، أمر لا يليق بصورتنا الثقافية. فليس من حق أي.. (محتسب).. أن يتدخل في الفعاليات الثقافية والفكرية بالمعرض من المعارضة والاعتراض الفكري، فهو يدل أن رغباتهم مازالت عالية في محاسبة النوايا، ليس من حق أي محتسب أن يفعل.. (الفوضى التائة)..، في فعاليات المشهد الثقافي لأي مناسبة ثقافية، فكفاية فوضى وتهور واندفاعات غير محسوبة، وحماسات متهورة لا تليق بالمشهد الثقافي، وتؤدي إلى تعكير صفو اللقاءات والندوات والمحاضرات حتى يحجم كل مفكر ومثقف عن المشاركة في مثل هذه المناسبات.
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.
د. زهير محمد جميل كتبي - مكة المكرمة
Zkutbi@hotmail.com
twitter : zkutbi