الثقافية - محمد هليل الرويلي - صالح الخزمري:
وسط حضور كبير من الشعراء والكتّاب والمثقفين والمثقفات احتفت اثنينية الشيخ عبدالمقصود محمد سعيد خوجة بالأديبة والشاعرة والمترجمة بديعة داؤود كشغري، التي اختارت أن تبدأ ليلتها بقصيدة أهدتها للوطن، ثم تقدمت بالشكر والعرفان لمؤسس الاثنينية وفاء لما يقدمه لخدمة الموروث الأدبي والثقافي، وتناولت مراحل حياتها ونشأتها وتأثير البيئة الطائفية على تكوينها الأولي، ثم تناولت المرحلة الجامعية التي من خلالها فتحت أشرعتها للانطلاق عبر بوابة الأدب العالمي والشعر الإنجليزي والترجمة. ثم تحدثت كشغري عن مرحلة الهجرة لكندا، وهو ما استطاعت من خلاله رسم صورة ذهنية لدى الآخر عن المرأة السعودية. بعد ذلك عادت لتكمل مسيرتها الوطنية بالعمل الإداري بشركة أرامكو، الذي أسهمت فيه بعد نضوج الفكر المهني والانفتاح الحضاري والاجتماعي بتشكيل الصورة الحضارية للمرأة الأديبة العاملة.
كما كشف الدكتور حمد بن ناصر الدخيل الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عن نشأته القروية البسيطة التي زرعت فيه حب التراث والتعلق به، وغرست فيه الصبر والتواضع، معرجا على محطات مختلفة من حياته العلمية بين الجامعة والدراسات العليا بالأزهر الشريف، الذي عده محطة تحول أساسية في حياته من الاهتمام بالأدب المعاصر إلى الغوص في متون التحقيق التراثي، وتتبع أصول المخطوطات ومعالجتها بالتنقيح والفحص العلمي لتنقيتها من أخطاء النقل والإهمال.
جاء ذلك ليلة تكريمه باثنينية عبدالمقصود خوجة، وفي حواره مع الحضور دعا الشباب إلى التمهل حتى نضوج تجربتهم الإبداعية قبل خوض غمار النشر، لأن الجيد وحده سيبقى، موجها نصائح قيمة للباحثين الشباب بالتزام الأمانة العلمية، والقراءة المتخصصة، والصبر، وتنمية ملكة النقد العلمي والبحث الموضوعي.