ما أودعوا جثمانك القبرَا
بل أودعوه الشعر والنثرَا
حملوا على الأكتاف مدرسةً
تحوي المعارف موردا ثرا
ذاك العثيمين صداه مدىً
قد جاوز الأمصار والبرَا
مخزونه للضاد متّسِع
كالبحر أنى جئته أغرى
خمسون عاما باحثاً نشطاً
لا يبتغي مالا ولا فخرا
من زاره أغراه منطقه
عذبا إذا ما قال أو ورّى
ينحو الصراحة في إجابته
لا يتقي فكرا ولا هذرا
عاش الحياة محققا نشطا
ما كان هراجا ولا وزرا
يسقي فياض الفكر في نهم
فنتاجه ما زال مخضرا
أثرى عمالقة بثروته
من كل قطر كم شفى صدرا
يوم ارتحالك كلهم وقفوا
والحزن لايبقي لهم نبْرا
قالوا هنا البحث بلا جدل
قالوا هنا الفصحى حوت طهرا
قالوا هنا يجثو معلمنا
قد كان فيض عطائه ثرا
من أين تأتيه تجد علما
وله الخلود وإن بدا صفرا