يا رخوة الشفتين.. دفْؤكِ داري
وهنا على الأحراش شبّت ناري
أوقدتُ جذوتها فكانت رحلة
تلقاء مدين.. لايقرّ قراري
أمطرتِ ريقا واستبقتُك مورقا
ونبتُّ يقطينا بأرضكِ عاري
وشهدتُني ليلا أراقص رغبتي
وحلفتُ فجراً لا أسير نهاري
وحلفتُ أني لا أسافر موجعا
فحنثتُ أخرى، والشهود جوارِ
فلكي إليكِ صنعتُها وخرقتُها
وسننتُ سيفا أبتغيه جواري
في التيه، خانتني خطاي وسكّتي
وبكيتُ: «سيناء.. أين قام جداري؟!»
فأمرتُ راحلتي.. وسرتُ مودعا
لكن رحلي يستدير لداري!
وقصدتُه أبغيه برّاً واحداً
فإذا الطريق تقاذفته براري
أرض الخلاص.. تقبليني بذرة
ثم أزرعيني وأسحقي أزهاري
فردوسَ كل المؤمنين.. تقادمت
ذكراك وأعتدنا الجحيم الطاري
يا سامريُّ.. قبضتَ من إثري هنا
وتبعتَني حتى عبدتُ حماري
وخلقتَ من كفّيك سورة كافرٍ
وسجدتَ ملكاً لا يواري العاري
يقتاتُ شعباً.. قربة وأخوّةً
ويصيدُ حتى الطير وهو يواري
ياسوءة الطير القديم قرابة
كل الطعون تحنّ وهي تداري
وسرقتَه بشتا كسيحا قاتما
صليتَ فيه وكنتَ نعم القاري؟!
هذا «عرارك»..لن يقرِّ قراره
حتى يكون بقبضتيّ عراري
إن كان في عينيك لونَ مخاتلٍ
وفّر صغارك.. لا أخون كباري
إن كان في جنبيك سهمٌ قاتل
فانفض سهامك، لا أقاتل جاري
وفّر عيارك للعدو، فإنني
قد صنت من ظهر القريب عياري