كنت شغوفاً جدًا لقراءة رواية « ذاكرة الجسد «للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي لما قرأته عنها من هالة إعلامية كبيرة جدًا، ويكفي أيضًا لهذا التلهف أن الرواية ممنوعة كما نعلم في السعودية، ونعرف حجم علاقتنا هنا مع كل ممنوع حيث يصبح مرغوبًا بدرجة كبيرة، بالإضافة وهذا هو الأهم أن كاتب المقدمة هو الأديب والشاعر الكبير نزار قباني، ولكم أن تتخيلوا أني كنت قد اقتنيت الرواية قبل حوالي خمس سنوات من معرض الكتاب الدولي بالبحرين!!

الا أني ومع الأسف الشديد ورغم كل هذه السنين لم أجد وقتًا مناسبًا لقراءتها هي بالذات، وفي يوم الجمعة الرابع من شهر ربيع الأول من هذا العام 1436عقدت العزم على قراءة الرواية، وقد اخترت مقهى فارهًا راقيًا يستحق أن يكون مهرًا لقراءتها، ولا أخفيكم سرًا أنني وبعد قراءة حوالي الخمسين صفحة من الرواية، قلبت الكتاب لأتأكد من أن نزار قباني هو فعلًا من قدم لهذه الرواية، وبالفعل تأكدت من ذلك ووجدته قد كتب كلامًا يفوق التصور والوصف عنها، لأقوم بعدها بمعاتبة وتأنيب نفسي الأمارة بالسوء - ومن أنت حتى تقيم الرواية وكاتبتها أحلام مستغانمي ؟! - لأعود وأواصل القراءة بكل لهفة مصطنعة وأكمل بقراءة خمسين صفحة أخرى وأتمم المئة صفحة في تلك الأمسية الألقة، وفي صبيحة السبت التالي ليوم قراءتي للرواية وبينما أنا متأبط ومستمتع بقراءة وتقليب صفحات ملحق صحيفة الجزيرة الفاخر « المجلة الثقافية « وتحديدًا العدد (456)، وهي هنا فرصة مواتية لأشيد به وبالقائمين عليه وعلى رأسهم الأستاذ الأنيق إبراهيم بن عبدالرحمن التركي. لأجد نفسي متوقفًا ومشدوهًا عند مقالة باذخة للكاتبة ليلى الأحيدب تحت عنوان «جناية نزار!» في مفارقة غريبة وعجيبة جدًا، وكأنها كانت موجهة لي!!

ولعل أبرز ما ورد في المقالة أن رواية «ذاكرة الجسد» أخذت هالة أكبر من حجمها الحقيقي والأدبي، تمامًا كالذي حدث مع رواية بنات الرياض، مرجعة أسباب ذلك بأن نزار قباني قد جنى على الكاتبة أحلام مستغانمي وعلى روايتها وألبسها ثوبًا لا تستحقه، وحيث إني كنت في تلك الليلة على موعد مع مواصلة قراءة الرواية، وفي مقهى أقل تكلفة من مقهى الليلة الأولى، الا أن الكاتبة والأديبة ليلى الأحيدب ومن خلال مقالها صادقت وأكدت على سلامة حدسي حول الرواية، لأعلن فورًا عن توقفي عن إكمال قراءتها بعد انتظار دام خمس سنوات، وبعد عملية تهريب خطرة قمت بها من أجل إدخال الرواية، وكل ذلك بسبب جناية ليلى إبراهيم الأحيدب هداها الله!!