بعد استقالة الدكتور أحمد قران الزهراني من إدارة الأندية الأدبية ظللت في تساؤلات عدة حول ما هي مشكلة هذا الكرسي الذي لا يستمر فيه مسؤول سواء كان من داخل الوزارة أو من خارجها سواء مثقف أو إداري.. وهل طبيعة العمل في هذه الإدارة التي تتربع على (16) ناديا بمختلف مناطق المملكة تصعب عليها حمل أمانة الثقافة وهل تشكل تلك المؤسسات عقبة إدارية يصعب إدارتها.. تساؤلات كثيرة ولم أجد إجابة شافية فكل الإجابات التي تردني من بعض الأحبة تأتي محملة بالانفعالات والغضب من لا شيء وتشملها قليل من الاتهامات التي أعتبرها لا محل لها من الإعراب...وفي نفس الوقت هل أصبح التعامل مع الوسط الثقافي يشكل صعوبة تجعل من يجلس على الكرسي الأدبي الساخن لا يجيد التعامل مع متطلبات تلك الوظيفة.. ولاحظوا أحبتي أن هذا الكرسي الساخن يأتيه الاختلال في مختلف الأوضاع فحين ارتبط بوكيل الوزارة للشؤون الثقافية لاحقتها الاستقالات وإن ارتبط بالوزير فأيضاً لاحقته الاستقالة رغم أنني مؤخراً ذكرت بأن ارتباطه بالوزير لم يكن صحيحا إدارياً في وجهة نظري لأنه يجب أن يبقى في وضعه الطبيعي مرتبطاً بالشؤون الثقافية خاصة وأننا منذ زمن نطالب بإنشاء المراكز الثقافية فوجود المنصب تحت مظلة وكالة الوزارة للشؤون الثقافية يجعلها قريبة من النشاطات الأخرى التي تنفذها جميعة الثقافة والفنون وغيرها من الجهات المعنية بالشأن الثقافي أم وجودها بمعزل فلن يستمر ذلك الأمر مهما كانوا الأشخاص.
لذلك أتمنى من الوزارة والممثلة في الوكالة للشؤون الثقافية أن تتأنى في اختيار الشخصية الجديدة لإدارة هذا القطاع والذي يعد في الأصل هو تنسيقي أكثر مما أنه تنفيذي وحتى لا تضيع مجهودات الدولة في خدمة الشأن الثقافي في موجات التغير بين حين وآخر وبين العمل على تنفيذ العملية الانتخابية المؤجلة والتي أتمنى أن تلغى ويعاد التعيين للأندية الأدبية.. عموماً أي شخصية يعرض عليها إدارة الأندية الأدبية أتمنى أن يراجع نفسه كثيراً ويتأنى ويقرأ المشهد الثقافي بشكل عام ويعمل على توحيد الجهود وتطوير العمل الثقافي للوطن ويتحقق التكامل بإذن الله تعالى.
نبيل حاتم زارع - جدة