الثقافية - سعيد الدحية الزهراني :
جميلٌ إشراك العنصر الشاب في منظومة صناعة القرار القيادي الكبير..
وأحد الوجوه الشابة التي وُزّرت في أول تشكيل وزاري يرسمه الملك سلمان.. هو وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي - السياسي والإعلامي البارز ممارساً ودارساً ـ ما يجعل قراءات الكثيرين من المحللين تتجه نحو رغبة الملك سلمان في إسناد حقيبة الثقافة والإعلام «الحيوية» إلى عقل حيوي شاب قادر على النهوض بواجبات ومسؤوليات الحقل الإعلامي السريع والمتسارع على الدوام.. إلى جانب الحقل الثقافي بتعدداته وتقاطعاته وتفريعاته وحملاته أيضاً..
المشهد الثقافي المبتهج بعطاء المليك يحفظه الله المتمثل في تخصيص 16 مليون ريال لـ 16 ناديا أدبيا على امتداد خارطة الوطن.. يرتقب الاتجاهات الرئيسية التي يحملها وزيرهم الشاب في مختلف حقول الثقافة وتحديداً في مساريها الرئيسيين؛ الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون والجمعيات المتخصصة الأخرى.. آخذين في الاعتبار تلك الحالة من الترهل التي يعانيها المشهد الثقافي في كثير من المفاصل.. فعلى مستوى الأديب أو المثقف.. يبرز صندوق الأدباء الذي بات الحديث عنه أقرب إلى الأسطورة منه إلى الواقع وكذلك حال مع تخصيص إدارة أو لجنة تعنى بشؤون المثقفين المرضى ونحوهم.. ناهيك عن وعورة الطريق التي يسلكها المثقف لكي يحصل على فسح إصدار كتاب من وزارة وزيرهم الشاب.. وقائمة الحاجات والمطالبات تمتد لتشمل آلية تحديد المشاركات والدعوات في الفعاليات الخارجية والداخلية.. وكذلك فكرة اعتماد إجازة تفرغ المثقف أو الأديب التي بات حلماً لن يتهيأ إلا في حلم ليلة بَعُد فجرها..
أما ما يتصل بالمؤسسات الثقافية مثل الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون بفروعها.. فيتمنى الطيف الثقافي من وزيرهم الشاب أن يستعين بديوان كل شيء (قوقل) ليتعرف على ما تعانيه من موت بلغ الحناجر لكن الألسن لا تريد لها أن تنطق بشهادة الموت وتعلن الوفاة لتكرم بالدفن ومن ثم ينصرف خلق الله لشؤونهم عبر صيغ مؤسساتية جديدة قادرة على استيعاب عقول اليوم وأمزجتها التي لم تعد تؤمن بما أكل الدهر عليه وشرب..
والحديث يمتد ليصل إلى بعض أشكال الثقافة الرئيسية مثل المسرح الذي بح صوته وصداه وهو يبحث عن شرعية جادة وواضحة بعد أن تفرق دمه بين الجهات والاتجاهات..
أمام الوزير الشاب حقل ثقافي متعطش لفلاح ماهر وحكيم.. والوزير الشاب الطريفي قادم ومعه درسُ السياسة وخبرةُ الإعلام.. فهل تتشبب عبرهما وزارته؟!