يحيى معيدي
أتتني يا أحبة في رؤاه
من الآلام ما أوهى قواها
على جسر الشجون لها أنين
أعللها فلم تمهل أخاها
أتتني تخفق الآهات فيها
توشوشني فلم أعرف مناها
تجافت وارتمت كمدا وزفرا
على أعطافها تبكي علاها
تدور وفي محياها انكسار
يطوّق جيدها حينا وفاها
بلحظ الشزر ترمقني وتفري
كياني كلما تغشى رؤاها
من الأعماق تبعثها نشيجا
وفي الآفاق منكسف سناها
أتتني قلبها خفق وحزن
وصيحات تردد في مداها
على وعد السراب لها مسير
وموج الكرب بالعتبى زواها
أتتني والقيود على يديها
تترجم ما تنوء به يداها
فجاشت حين دغدغها نسيم
وذكّرها بطيب من شذاها
أتتني من تجاعيد الفيافي
مسهدة تُسربل في خطاها
تخطت للمآقي واستقرت
على كبد المعنّى فاحتواها
أتتني والدموع لها حراك
على وجناتها أبلى بهاها
وسارت بين أمواج التنادي
فتاهت لا تعي فيها صداها
أتتني في مغانيها نضوب
وريح عاصف عرّى نواها
هناك تململت تجترُّ غيظا
وصبّت في تجاويف سقاها
أتحسوه على كدر الليالي
وترسله على داء براها؟
أتتني يا أحبة قد تداعت
معانيها يصوّرها جواها
وصاحت ملء أفواه البواكي
أتحرم في العوالم مشتهاها؟
هي الحال المريرة نحتسيها
جرت في أمة ضعفت قواها