مبارك الهاجري
قَسَماتُهُ، نَظَراتُهُ الموتورة
آلامُهُ تلك التي في الصورة
خيباتُهُ أمسى يُرتِّبُها مُنىً
فتبعْثرتْ من نفسهِ المكسورة
ضاق الفضاءُ بحلمهِ، فتساقطتْ
كِسَفاً عليه سماؤهُ المكدورة
لا أنجماً ترعاهُ، لا أنشودةً
للغيمِ في أشعارهِ منثورة
لا ظِلَّ يعرفهُ، ولا أصداؤه
تصغي لصوتهِ كي تَخُطَّ سطوره
لا شيءَ يُبْهِجُهُ سوى إنسانهِ
في أوجِ غَضْبَتِهِ يمُدُّ جُسورَهْ
ميقاتُهُ في الشارعِ المهجور سقيا
رحمةٍ من حكمةٍ مأثورة
فات الأوان على قريحته فما
عادتْ تجودُ بما يبُلُّ شعورَهْ
في جيبهِ وطنٌ على شُرُفاتِهِ
نصٌّ يتيهُ بفكرةٍ مأجورة
كلُّ البُنى فوقيةٌ في غَيِّهِ
لكنها في رشدهِ مطمورة
ما زال رَغْمَ شتاتهِ متشبِّثاً
في ثوبه، متمنطقاً دُسْتورَهْ
رُفَقاؤهُ: حظٌّ بئيسٌ مُقْعدٌ
وملامةٌ ممشوقةٌ ممكورة
كم ودَّ أن يَهِبَ الطريقَ طريقةً
يعصي بها خُطُواتِهِ المأمورة
سيغيبُ؛ لكنْ ليس في إمكانهِ
أن يسْتهِلَّ من الغيابِ حُضُورَه
باقٍ على موتٍ يُناوشُ قلبه
ونجاتُهُ محصورةٌ في الصورة.