يا طبيبَ العيونِ آهٍ.. عيوني
تشتكى فتْكَ ناعِساتِ الجفونِ
ماضياتٌ مثلَ الصَّوارم أمَّا
حين تُغْضي سِحْريَّةَ التَّكوينِ
ما اكتفتْ بالفؤادِ أصْبحَ مُضنىً
بهواها فأرْهَقتْ زيْغَ [نوني]
كلما شاهدَتْ سمُوَّ يقيني
أرْجعَتْنِي إلى تشَوُّقِ طيني
يبرمُ الطَّيفُ ألفَ ألفِ لقاءٍ
وعلى البينُ يستفيقُ جنوني
أترَعَتني من الجمال فنوناً
ليتها تلتقي ببَعْضِِ فنوني
***
جاذبتني كالحرْفِ حُسْناً وفكْراً
فاستحلاَّ مسَرَّتي وشجوني
ثمَّ جارتْ ليَمْرحَ الحرْفُ صفْوَاً
هو يُسلِي وسحْرُها يَكْوِيني
يا طبيبَ العيون جئتُ مُرِيدا
منكَ طبَّاً لكلِّ ما يعتريني
آهِ من خافقي الشَّكيِّ وطرْفِي
يا طبيبي قل لي بما توصني
قال: طبُّ العيون عنديَ أمَّا
صحَّةُ القلبِ عند رَبٍّ مُعين
قلتُ بادرْ بما لديكَ فمن يُطـْ
عمُ جوعي -برحمةٍ- يشفيني [2]
قال أكرمْ بمن قصَدْتَ ولكنْ
بعد طبِّي لا تُزْجِ لحْظَ الجنونِ
فأراني من طبِّهِ خبْرَ كُفْءٍ
به طابتْ بَعْدَ العناءِ عيوني
أحمدُ الله بالشِّفاءِ وأرجو
منه لُطفاً من مُغْرياتِ الَّلعين
** ** **
1- موجب القصيدة إجراء عملية إزالة ماءٍ أبيض بعيني اليسرى
2- اقتباس من قوله تعالى: وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
منصور بن محمد دماس مذكور - 16-7-1436هـ
dammasmm@gmail.com